توقع تجار الرز في المملكة استمرار الانخفاض في الأسعار حتى الربع الأول من العام المقبل، إذ تُظهر تقديرات الأسواق محصولاً وفيراً من الرز في شبه القارة الهندية ودول شرق آسيا للفصل الثاني لمحصول العام، المتوقع حصاده في تشرين الثاني (نوفمبر)، وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين، مؤكدين أن المؤشرات تدل على محصول وفير سيدفع بالأسعار إلى مزيد من الانخفاض أو الثبات في أسوأ الظروف. وأوضح إبراهيم الفرج (تاجر جملة) أن الأسواق العالمية ليست متشائمة بشأن إنتاج الرز في 2009، وتتوقع أن يكون بالصورة نفسها في 2010، إذ ستكون هناك وفرة في المعروض في الدول الرئيسية المصدرة مثل الهند وباكستان وتايلاند، مشيراً إلى أن استقرار المنطقة أمنياً، وكذلك بداية التحسّن في الأداء الاقتصادي سيجعلان من الطلب على الرز في حدوده الطبيعية، ولن تلجأ دول مثل إيران إلى زيادة مشترياتها لتوفير مخزون كبير من الرز يؤثر في الطلب ويدفع بالتجار المصدرين إلى رفع الأسعار كما حدث في عامي 2007 و2008. وأضاف ل«الحياة» أن حال المخزون من الرز أصبحت مشابهة لحال المخزون من النفط، إذ إن انخفاض المخزون في دول مثل الهند وإيران والسعودية يؤثر في الأسعار بصورة مباشرة، وبخاصة لأنواع الرز الفاخر (البسمتي) الذي يعتبر النوع الأول في الاستهلاك في دول الخليج وإيران. وتابع: «التجار والموزعون في المملكة يتوقعون استمرار أسعار الرز في الانخفاض خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى ديسمبر، وأن الأسعار انخفضت فعلياً بنسبة بلغت نحو 15 في المئة لعدد كبير من أنواع الرز»، مشيراً إلى أن المنافسة الشديدة في الأسواق لها تأثير كبير في الأسعار. وحول تأثر الأسعار في السعودية بالأسعار في الهند، أوضح أن لها تأثيراً بمستويات متفاوتة، وتتأثر بصورة كبيرة في حال الارتفاعات الكبيرة، أو التوقعات التي تُظهر زيادة في الطلب مع محصول أقل، وهذا ما حدث في 2008 عندما قفزت الأسعار بصورة كبيرة رفعت الأسعار في كل مكان في العالم. وأكد أن عروض الأسعار ستستمر خلال هذه الشهور، وسيكون شهر رمضان المبارك ذروتها، إذ يقل استهلاك الرز لمصلحة مواد غذائية أخرى. وأضاف أن الشركات ستحاول تقليص الأسعار عن طريق تقليل هامش الربح واستخدام المخزون، موضحاً أن «المنافسة في الأسواق السعودية قوية وتضمن أسعاراً معقولة». من جهته، أوضح سعيد البنيان (تاجر جملة) أن مخزون المستوردين الرئيسيين في المملكة يكفي لفترة طويلة، ويسمح لهم بمعادلة الأسعار في حال الانخفاض أو الارتفاع، والقيام بعملية حساب متوسط السعر، وهو أمر معتاد يقوم به المستوردون لمختلف السلع بما فيها الرز. وأوضح أن الوضع بالنسبة إلى أسعار الرز في الأسواق المحلية سيتجه إلى الانخفاض خلال 2009، وسيستمر إلى الربع الأول من العام المقبل، وذلك لوجود مخزون كبير لدى تجار وموردي الرز، سواء في داخل المملكة أم في بلاد المصدر، وأن هذا المخزون كفيل بالحفاظ على السعر المتداول حالياً من الارتفاع الحاد، فضلاً عن المحصول الذي يتوقع أن يكون وفيراً. وأضاف أن عدداً من مستوردي الرز حصلوا خلال الربع الأول من العام على عروض بأسعار مخفضة من الشركات الحاصدة للرز في الهند مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي يهدئ من المخاوف على وضع السوق، ويشير إلى أن احتمالات عدم استقرار أسعار السوق مستبعدة في الوقت الحالي. وشدد على أن الأسعار ستنخفض من دون النظر إلى المخزون، أو تاريخ المحصول، والفترة التي تم فيها استيراده، إذ إن الأسعار الجديدة ستطبق على الرز المعروض من دون تمييز. وأشار إلى أن حجم الشراء الذي تم في العام الماضي 2008 جعل التجار السعوديين يرفعون مخزونهم من الرز إلى الدرجة التي تجعلهم في «راحة» خلال مفاوضتهم على الشراء. مضيفاً أن المخزون الجيد من الرز سيحفظ السوق من أي ارتفاعات جديدة في الأسعار، في الوقت الذي سيؤدي انخفاض الأسعار إلى قيام التجار بمعادلة أسعار المخزون والأسعار الجديدة لإجراء تخفيضات فورية على الأسعار في الأسواق.