قلّل رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات من اهمية رد الفعل الأميركي على مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى مجلس الأمن، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني سيواصل مشاوراته مع الجانب الأميركي في شأن مشروع القرار. وقال عريقات إن المشاورات الفلسطينية مع الجانب الأميركي سبقت خطاب الرئيس محمود عباس، وستتواصل بعده. وأضاف أن الجانب الفلسطيني يجري مشاورات مع الأطراف المختلفة لإنجاح مشروع القرار، مشيراً إلى أن المشروع سيقدم في طبعته الزرقاء إلى مجلس الأمن للتصويت عليه بعد انتهاء هذه المشاورات في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. واكد مسؤولون فلسطينيون ان عباس والفريق الفلسطيني واصلا اتصالاتهما ومشاوراتهما مع الجانب الأميركي حتى اللحظة الأخيرة. وأوضح أحد مساعدي عباس أن الرئيس أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بجوهر مشروع القرار قبل يومين من الإعلان عنه في خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف أن كيري حاول ثني عباس عن تقديم مشروع القرار، وعندما فشل في ذلك حاول التخفيف من حدة الخطاب. واوضح ان عباس ألغى فترة السقف الزمني المقترح لإنهاء الاحتلال، وهو ثلاث سنوات، من الخطاب كي يبقي الباب مفتوحاً أمام المزيد من المشاورات مع الإدارة الأميركية في هذا الشأن. لا قطيعة وأضاف: «صحيح أن الرئيس عباس فقد الثقة بقدرة الإدارة الأميركية على التأثير في الحكومة الإسرائيلية لجهة وقف الاستيطان والانسحاب، لكنه يدرك أيضاً أهمية العلاقة الفلسطينية مع الإدارة الأميركية، ويحرص على إبقاء الجسور ممدودة بين الجانبين». وعن حدة رد الفعل الأميركي على خطاب الرئيس، قال: «هذا متوقع، لكنه لا يعني القطيعة، نحن نختلف مع الأميركيين، لكننا لا نختلف مع أحد على ضرورة مواصلة العمل معهم، وعلى أهمية الدعم المالي والسياسي الذي تقدمه الإدارة الأميركية إلى السلطة الفلسطينية». واشنطن:الخطاب مهين وكانت الولاياتالمتحدة احتجت على الخطاب الذي ألقاه الرئيس عباس من على منصة الأممالمتحدة، وطالب فيه بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وب «استقلال دولة فلسطين». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي: «كانت في خطاب الرئيس عباس اليوم توصيفات مهينة هي في العمق مخيبة للآمال ونرفضها». كما نددت في بيان مقتضب ب «تصريحات استفزازية» من جانب الرئيس الفلسطيني. وانتقدت أيضاً «تصريحات غير بناءة من شأنها أن تجهض الجهود الهادفة إلى خلق مناخ إيجابي وإلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف». وكان الرئيس الفلسطيني طالب من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. واتهم إسرائيل أيضاً بشن «سلسلة من جرائم الحرب» على قطاع غزة متعهداً ب «معاقبة مجرمي الحرب». وقال: «إن لهذا الاحتلال الاستيطاني أن ينتهي الآن... هناك احتلال يجب أن ينتهي الآن، وهناك شعب يجب أن يتحرر فوراً. لقد دقت ساعة استقلال دولة فلسطين». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أقر الجمعة في نيويورك بأن «الأمور لم تشهد تقدماً كبيراً» في ما يخص النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وقال في مؤتمر صحافي: «لم يكن النزاع غائباً خلال هذه الدورة (للجمعية العامة للأمم المتحدة)، لكنه كان أقل حضوراً مما يمكن أن يتصور البعض. وبالنسبة إلى العلاقات بين إسرائيل وفلسطين، فالأمور حتى الآن لم تحرز تقدماً». ويعمل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن منذ أسابيع لإعداد مشروع قرار في شأن غزة (الهدنة وإعادة الإعمار ورفع الحصار ونزع السلاح). لكن الفلسطينيين يرفضون قراراً يقتصر على موضوع قطاع غزة.