قالت «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) إنه ما لم ترفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة وتفتح المعابر وتكون هناك حرية حركة للأفراد والبضائع، فإن عملية إعادة إعمار القطاع ستتأخر كثيراً. وأكد رئيس مكتب «أونروا» في مدينة رفح الدكتور يوسف موسى في مقابلة مع «الحياة» أن الوكالة لن تستطيع إعادة إعمار ما دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي «من دون رفع الحصار وفتح المعابر». وقال: «لن نستطيع إعادة قطاع غزة إلى ما كان عليه الوضع قبل 20 عاماً ما لم يُرفع الحصار وتُفتح المعابر وتٌسهل حرية حركة الأفراد والبضائع». وأوضح أن «معدلات البطالة في القطاع فاقت 50 في المئة، وهناك فقدان للأمل بين الفلسطينيين في القطاع، وسنواجه مشاكل كبيرة في حال عدم رفع الحصار». وأشار أن «لدى أونروا حالياً مشاريع بقيمة 140 مليون دولار تحتاج إلى مواد بناء، وفي حال رفع الحصار ودخول مواد البناء، فإن أشخاصاً يعملون في 104 مهن سيعودون إلى عملهم، من بينهم البنّاء، والنجار والسبّاك وغيرهم». في سياق متصل، أعلن موسى أن عملية مسح الأضرار والدمار الذي ألحقته قوات الاحتلال الإسرائيلي إبان العدوان الأخير على قطاع غزة ستنتهي خلال شهرين. وأوضح أن «أونروا نشرت 450 باحثاً ميدانياً على الأرض في كل أرجاء القطاع للعمل بأسرع ما يمكن على حصر الأضرار وجمع كل المعلومات وتوثيقها، قبل إدخالها إلى الحاسوب لمعالجتها». وتابع: «في أعقاب انتهاء الباحثين، سيشرع 380 مهندساً في العمل على تقويم الأضرار وتحديد إن كانت المباني والوحدات السكنية المتضررة صالحة أم لا وطبيعة إصلاحها». وأشار إلى أن «أونروا تتولى البحث وإعادة الإعمار للاجئين الفلسطينيين المدمرة بيوتهم، فيما تتولى وزارة الأشغال والإسكان في حكومة الوفاق الوطني وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي يو أن دي بي الأمر نفسه بالنسبة إلى غير اللاجئين». ولفت إلى أنه «حتى لا تكون هناك ازدواجية في العمل، تم تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن أونروا والوزارة والبرنامج». وأوضح أن «هناك 60 ألف نازح ما زالوا يأوون إلى 19 مدرسة تابعة لأونروا». وقال إن «عشرة آلاف أسرة جديدة (متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة ستة أفراد) تقدمت أخيراً إلى أونروا للحصول على مساعدات غذائية، ونظراً لانشغال الوكالة في عملية حصر الأضرار وإعادة الإعمار، فإنها لن تتمكن من إجراء مسح الفقر عليهم، لذلك سيتم منحهم مساعدات غذائية اعتباراً من الشهر الجاري أسوة بالفقراء الآخرين». وأضاف أن «أونروا تقدم مساعدات خلال العام الحالي لنحو 900 ألف لاجئ فقير، أي ما يعادل نصف عدد سكان القطاع، بزيادة قدرها 70 ألفاً عن عددهم نهاية العام الماضي». وتابع أن «أونروا تقدم مساعدات مالية طارئة لمالكي المنازل المدمرة تتراوح بين 200 دولار (لأسرة مؤلفة من خمسة أفراد)، و250 دولاراً (لأسرة مؤلفة من عشرة أفراد فأكثر) للمساهمة في دفع بدل إيجار منازل لها». وأشار إلى أن «أونروا ستمنح كل مستأجر تم تدمير شقته أو المنزل الذي يقطنه 500 دولار لمرة واحدة لتمكينه من شراء مستلزمات استئجار منزل جديد». وعن الآثار الكارثية للعدوان الإسرائيلي الذي دام 50 يوماً، وانتهى في 26 الشهر الماضي، والتي رصدتها «أونروا»، قال موسى إن «الغزيين» ليسوا مصابين بما يُعرف ب»كرب ما بعد الصدمة، بل هم مصابون بكرب مستمر للصدمة». وأضاف أن «الآثار لدى الأطفال أكبر منها لدى الكبار، وتتمثل في الفزع أثناء النوم، والخوف، والتبول اللاإرادي، وعدم الشعور بالأمان، والخوف من النزول إلى الشارع، وغيرها من الآثار».