يخوض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي منذ عودته من نيويورك إلى العراق، حرباً غير معلنة مع أطراف سياسية داخل حزبه يتصدرها رئيس الحكومة السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي. ونشطت مواقع إلكترونية وصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي معروفة بتأييدها المالكي، في الدعوة إلى تظاهرات تطالب برحيل العبادي في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال مصدر مقرّب من العبادي إن الأخير يشعر أنه يتعرض لحرب داخل أوساط كتلة «دولة القانون» التي ينتمي إليها، ويتوقع أن تجرى انتخابات خلال الأيام المقبلة لاختيار علي الأديب لقيادتها. وأضاف «المقربون من المالكي يحاولون الضغط على العبادي بشتى الوسائل لعرقلة تنفيذ خطته الإصلاحية في المجال الأمني، والتي تتضمن إلغاء مناصب مثل مكتب القائد العام للقوات المسلحة وطرد قيادات عسكرية وأمنية وكبار قادة جهاز المخابرات». وزاد «العبادي مؤمن بالمشاركة الفعلية بين القوى لقيادة الملف الأمني في المرحلة المقبلة، وهذا التوجه يواجه معارضة شديدة من المالكي والمقربين منه، والذين يتهمونه بالتفريط في حقوق الشيعة»، مضيفاً «أن العبادي يحاول امتصاص الحملة ضده ويدرك أن القوى التي تؤيده أكبر من التي تعارضه، وأن التظاهرات التي يتم الترويج لها لن تنجح». وكان العبادي أكد أن زيارته إلى نيويورك حققت نتائج تخدم العراق وتوجهات الحكومة الجديدة في الانفتاح على المجتمع الدولي وإعادة البلاد إلى دائرة الاهتمام. وقال المكتب الإعلامي للعبادي، في بيان صحافي، إنه «التقى خلال زيارته إلى نيويورك بالرئيس الأميركي باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، وملك الأردن عبد الله بن الحسين، ورئيس الوزراء الكويتي جابر المبارك الصباح، ورئيس وزراء أستراليا توني أبوت، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف». وأشار البيان إلى أن «رئيس الحكومة حضر أيضاً اجتماعاً لوزراء خارجية دول الخليج العربي، بحضور الرئيس الأميركي وملك الأردن لمناقشة خطر تنظيم داعش على العراق والمنطقة». وأكد أن «العبادي سلّط خلال اجتماعاته مع قادة ومسؤولي الدول الضوء على دور العراق المحوري في منطقة الشرق الأوسط، وتطلّعات الحكومة برئاسته وتوجهاتها في الانفتاح على كل الدول». وأوضح، أن «العراق حصل خلال الزيارة على دعم دولي كبير في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى تعهدات بتسليح العراق وتدريب قواته الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية».