يبدو المنتخبأن الغأني والنيجيري مرشحين بقوة إلى بلوغ المباراة النهائية للنسخة ال29 من نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى الأحد المقبل، عندما يلتقيأن اليوم (الأربعاء) مع بوركينا فاسو في نيلسبروت ومالي في دوربأن في الدور نصف النهائي. وقدم المنتخبأن مشواراً جيداً نسبياً في البطولة حتى الآن وإن عأنيا كثيراً في الدور الأول قبل أن يضربا بقوة في ربع النهائي ويحجزأن بطاقتهما إلى دور الأربعة في الطريق إلى النهائي «الحلم» بين الجارين الوحيدين من بين ممثلي أضلاع المربع الذهبي سبق لهما التتويج بالكأس الغالية غانا 4 مرات، ونيجيريا مرتين. وتعثرت غانا الساعية إلى اللقب الخامس في تاريخها، في مباراتها الأولى أمام الكونغو الديموقراطية عندما فشلت في الحفاظ على تقدمها بهدفين نظيفين لتسقط في فخ التعادل 2-2، ثم حققت فوزاً صعباً على مالي بهدف وحيد، قبل أن تسحق النيجر بثلاثية نظيفة في الجولة الثالثة الأخيرة لتتصدر المجموعة الثأنية، ومن ثم بلوغ ربع النهائي، إذ أوقفت مغامرة الرأس الاخضر بهدفين نظيفين. من جهتها، فرطت نيجيريا في فوز ثمين على بوركينا فاسو في الجولة الأولى عندما تقدمت بهدف وحيد حتى الدقيقة الأخيرة (1-1)، ثم كررت الأمر ذاته أمام زامبيا حاملة اللقب في الجولة الثأنية عندما تقدمت بهدف وحيد حتى الدقيقة 85، قبل أن تحقق الأهم في المباراة الثالثة الأخيرة أمام إثيوبيا عندما فازت بثنائية نظيفة وخطفت بطاقتها إلى ربع النهائي مستفيدة من تعثر زامبيا أمام بوركينا فاسو سلبا. بيد أن منتخب النسور الممتازة ضرب بقوة في ربع النهائي وأزاح ساحل العاج المرشحة للقب والمدججة صفوفها بالنجوم عندما تغلبت عليها 2-1. وتدخل غانا مواجهتها أمام بوركينا فاسو بمعنويات عالية بعد فوزها الثمين على الرأس الأخضر بثنائية نظيفة. ويصب التاريخ في مصلحة غانا الباحثة عن لقب أول منذ أكثر من 30 عاماً، كونها حسمت اللقاءات الخمسة حتى الآن أمام بوركينا فاسو في مصلحتها بينها مرة في الدور الأول للنهائيات القارية عام 1978 بثلاثية نظيفة في أكرا عندما توج منتخب «النجوم السوداء» باللقب الثالث في تاريخهم. وفازت غانا مرتين في تصفيات كأس العالم 2006 (1-صفر في واغادوغو، و2-1 في كوماسي) ومرتين ودياً (5-2) عام 1967 في أكرا و1-صفر عام 1982 في كوتونو. وأوضح مدرب غانا كويسي أبيا أن منتخب بلاده سيواصل اللعب بواقعية وقتالية من أجل الفوز وليس لإمتاع الجماهير، وقال: «نحن مصرون على مبادئنا في مواجهة المنافسين: برودة الأعصاب وأقصى التواضع والاحترام واللعب بقتالية من أجل تحقيق الفوز وبلوغ هدفنا إلا وهو التتويج باللقب». وتابع: «إذا كنت ترغب في نيل اللقب، فإن الفوز هو الطريق الصحيح. نحن هنا من أجل تحقيق ذلك، علمتنا التجارب السابقة أن النتيجة هي الحكم وليست العروض الجيدة. هدفنا هو التتويج باللقب، وذلك يمر بالفوز». كما أن منتخب بوركينا فاسو أبان عن مؤهلات فنية عالية وقدم عروضاً رائعة بقيادة جوناثان بيترويبا مسجل هدف الفوز في مرمى توغو (1-صفر بعد التمديد) في الدور ربع النهائي. وقال بيترويبا: «ستكون الضغوطات كبيرة على غانا، لأنها المرشحة إلى الظفر باللقب، وإذا خسرنا أمامها فسيكون ذلك أمراً عادياً، وإذا فزنا فإن الغانيين يعرفون أن ذلك سيكون بمثابة قنبلة، وهذا ما نسعى اليه». لا تختلف حال نيجيريا عن غانا لدى مواجهتها مالي، لأنها المرشحة إلى بلوغ المباراة النهائية، بيد أنها تواجه عقبة صعبة بقيادة نجم برشلونة السابق سيدو كيتا. وتدين مالي بإنجازها إلى كيتا الذي قادها إلى نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي بعدما كانت خرجت على يد ساحل العاج العام الماضي. وتحن مالي إلى إنجازها عام 1972 عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري الأول في تاريخها، لكنها خسرت أمام الكونغو 2-3 في المباراة النهائية في الكاميرون. وحجزت مالي بطاقتها إلى ربع النهائي بصعوبة وبركلات الترجيح على حساب جنوب أفريقيا المضيفة بعد انتهاء الوقتين (الأصلي والإضافي) بالتعادل الإيجابي 1-1 سجله كيتا بالتحديد. وقال كيتا: «لدينا منتخب شاب أحاول أن أساعده بخبرتي، سنحاول مواصلة قلب التوقعات الأربعاء، لم نكن مرشحين، لكننا نحن من بلغ دور الأربعة». في المقابل، لم يجرؤ أحد على أن يراهن على المنتخب النيجيري الذي حط الرحال في جنوب أفريقيا وهو خالٍ من الأسماء الرنانة باستثناء لاعب وسط تشلسي الإنكليزي جوزيف أوبي ميكل وزميله في النادي اللندني فيكتور موزيس والقائد المسن جوزيف يوبو (32 عاماً). وتعول نيجيريا على الجيل الصاعد بقيادة إيمانويل إيمينيكي (25 عاماً)، مهاجم سبارتاك موسكو الروسي وهداف البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف -مشاركة مع البوركينابي الان تراوريه والغاني مبارك وإكاسو-، وموزس (22 عاماً) وصنداي مبا (24 عاماً) صاحب الهدف الذي أقصى ساحل العاج من ربع النهائي (2-1) ومنح بلاده بطاقة التأهل إلى نصف النهائي ومواجهة ومالي الأربعاء في دوربان. وقال كيشي الذي بدأ مسيرته التدريبية مع توغو ومالي من دون أن يحالفه النجاح: «لا أحد كان يحسب لنا حساباً، ولم يعطنا أي فرصة، لكننا أظهرنا شخصيتنا الحقيقية. عندما تسلمت مهمة الإشراف على المنتخب، كنت أعرف أنه يتوجب علينا أن نقاتل وقد ظهر التطور من مباراة إلى أخرى وبانت الشخصية والانضباط». وتلذذ كيشي بكسب المواجهة مع الشك المخيم في بلاده بعد استبعاد بعض أعمدة المنتخب مثل بيتر أوديموينجي وأوبافيمي مارتينز لمصلحة لاعبين في الدوري المحلي، وقال: «كل اللاعبين أبطال، أنهم نجوم هوليووديون، ولكن من الأفضل أن نرى لاعبين محليين يكشفون عن أنفسهم. للاسف أن بلدنا لم تكن رؤوفة تجاههم».