لبى حوالى ثلاثين إماماً دعوة وجهها إمام منطقة درانسي قرب العاصمة الفرنسية باريس، حسن شلغومي، لزيارة نصب محرقة اليهود التي حضرها وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، ولإثبات أن الإسلام دين «محبة وتسامح». وقال الإمام شلغومي الأربعيني الذي يتحدر من أصول تونسية: «في وقت يشهد تصاعد العنصرية والخوف من الإسلام، نؤكد أننا نستطيع العيش معاً»، مضيفاً: «نبرهن اليوم وجود إسلام في فرنسا لا يخضع لتأثيرات أو تدخل أو تعصب، ونظهر أهمية الحياة الإنسانية في الإسلام الذي يرفض الأصولية والعنصرية والوحشية». وكان استطلاع للرأي أجراه معهد «ايبسوس» ونشرت صحيفة «لوموند» نتائجه الشهر الماضي، أظهر أن نسبة 74 في المئة من الفرنسيين تعتبر أن الدين الإسلامي لا يتلاءم مع قيم مجتمعهم «لأنه يسعى إلى فرض شريعته على الآخرين»، وأن أكثر من نصف الفرنسيين يعتقدون بأن المسلمين متطرفون. ووصل الأئمة من عدد من المدن الفرنسية بباصات إلى موقع معسكر الاعتقال السابق لليهود الذين رحل حوالى 70 ألفاً منهم بين عامي 1941 و1944. وبعدما وضعوا إكليلاً من الورود على النصب الذي دشن في أيلول(سبتمبر) الماضي، استقبلهم مدير الموقع جاك فريدج، داخل المكان لفترة قصيرة وشكرهم على زيارتهم. وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس: «إنها صور قوية تنطق بشكل افضل من الكلمات والخطب»، مؤكداً أن «العالم يحتاج إلى سلام ووئام، وأشخاص يتحاورون ويصغون إلى بعضهم بعضاً». وحضر ممثلون عن ديانات أخرى خلال الزيارة التي تبعها عشاء في المركز الثقافي في درانسي بمناسبة عيد المولد النبوي. وقال فالس في هذه المناسبة إن «إسلام فرنسا يجب أن ينظم لتمثيل الغالبية الكبرى للمسلمين، والسماح لأكثر الأصوات حداثة بالحديث»، مطالباً مجدداً «بأئمة يجري تأهيلهم في فرنسا». وكان 17 إماماً زاروا إسرائيل في الخريف، بمبادرة من الإمام شلغومي، للصلاة على ضريح الأطفال اليهود الذين قتلهم «الإرهابي» محمد مراح بالرصاص أمام مدرستهم في تولوز (جنوب) قبل 11 شهراً. ويحاط الإمام شلغومي بحماية كبيرة بعدما تلقى تهديدات خطرة بسبب مواقفه، خصوصاً تأييده لحظر النقاب ونشاطه من اجل الصداقة بين اليهود والمسلمين. وتضم فرنسا اكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية يتراوح عددهم بين 3.5 وستة ملايين نسمة وفق التقديرات.