ثمة خيط يجمع حوادث العالم العربي من العراق إلى مصر مروراً بسورية. فالرئيس المصري محمد مرسي يواجه اليوم تحديات سبق أن امتحنت نظيره العراقي يوم بلوغه السلطة في 2010. والتحديات هذه وثيقة الصلة بمراعاة التوازنات السياسية وعدم إقصاء المعارضة وقمعها، أي بالاحتكام إلى النظام الديموقراطي ومبادئه. فالديموقراطية ليست حكم الغالبية فحسب، بل هي كذلك حكم لا يُنزل الضيم بالأقلية ولا يهمّشها، بل يشركها في القرار ويقيم لها الوزن. مقالات ملحق «صحافة العالم» تسلط هذا الأسبوع الضوء على موضوعات تشغل العالم العربي: تعثر الديموقراطية في مصر والعراق والمشكلات الناجمة عن انهيار النظامين الليبي والسوري والفراغ الأمني الذي يسعى «الجهاديون» إلى الاستفادة منه. فمقالة مجلة «ايكونوميست» ترى أن السبيل إلى الحؤول دون انهيار الدولة المصرية وانتشال الاقتصاد من الشلل هو ترك الرئيس محمد مرسي السياسة القمعية العنيفة والمبادرة إلى الإصلاح الاقتصادي والانفتاح على المعارضة. وتعرض مقالة «حرييات» التركية (النسخة الإنكليزية) الأخطار الإرهابية المترتبة على انهيار حكم القذافي وضعف السلطة السورية وتدفق السلاح إلى الإسلاميين العالميين في سورية عبر الحدود التركية واللبنانية والأردنية. وتناولت «لكسبريس» الفرنسية تعاظم أخطار الهجمات الإرهابية في مالي والساحل الأفريقي وكلفة حماية المنشآت الغربية (أنظر موقع «الحياة» الالكتروني). وأبرز فرد كابلن في «فورين أفيرز» الأميركية حدود سياسة التدخل الأميركية «البترايوسية» (نسبة إلى بترايوس)، وعزا نجاحها في إرساء الاستقرار قبل أعوام في العراق إلى عوامل داخلية عراقية: بلوغ الحرب الأهلية مرحلة أدرك فيها السنّة العراقيون خسارتهم الوشيكة وضيقهم من تجاوزات «القاعدة» ومنازعتها سلطة الشيوخ المحليين. ويبدو أن جوهر نهج «مكافحة التمرد» هو الجمع بين الأعمال العسكرية و «الأعمال» السياسية والاقتصادية. فكأن النهج هذا يحاكي الديموقراطية، ولا تخفى أوجه الشبه بينه والنظام الديموقراطي: التوجه إلى السكان واستمالتهم واحتساب حاجاتهم في ميزان إرساء الأمن. ويرى أوليفييه روا في «لوموند» الفرنسية أن الاستراتيجية الفرنسية في مالي متعثرة. فعبارة «مكافحة الإرهاب الإسلامي» ملتبسة وتهمل التمييز، شأن حملة جورج بوش «الصليبية» في ولايته الأولى، بين الحركات الوطنية و «القاعدة». ويبدو أن أهمية حوادث الشرق الأوسط لم تضمر على رغم إيلاء الاستراتيجية الأميركية الجديدة، «المحور» الآسيوي»، الأولوية لمنطقة المحيط الهادئ الحافلة بالخلافات البحرية بين الصين من جهة واليابان وفيتنام وماليزيا وتايلاند والفيليبين وفيتنام من جهة أخرى. وتتناول مقالة «لونوفيل اوبسرفاتور» الطموحات الصينية التوسعية التي تؤجج المشاعر القومية في الداخل الصيني وفي دول الجوار. ويرى مراقبون أن أوجه الشبه كبيرة بين منطقة المحيط الهادئ والبلقان قبل قرن من الزمن. فهي مثل بركان على شفير الانفجار نتيجة النزاعات الحدودية. ومقالة «فاينانشل تايمز» تسلط الضوء على أهمية ميانمار (بورما) الجيو- استراتيجية لدى الصين والغرب، فهي كانت وجهة الرئيس أوباما الأولى في ولايته الثانية. فبروز الصين قوة دولية رهن بتوسيع نفوذها من المحيط الهادئ (المحلي) إلى المحيط الهندي. ومن المحيط الهادئ، ننتقل إلى مقالة «موسكو تايمز» عن العلاقات الروسية – الأميركية المتوترة، في وقت تجتاح موسكو أزمة هوية. ففي ولايتيه الأولى والثانية، لجأ الرئيس فلاديمير بوتين إلى تمجيد الماضي السوفياتي، واليوم يسعى إلى الاستناد إلى إرث روسيا في القرن التاسع عشر لصوغ الهوية الوطنية وتحديد موقف بلاده من الغرب وقيمه.