قتل 22 عراقياً، معظمهم من عناصر «الصحوة»، وأصيب حوالى 49 آخرين في هجوم انتحاري استهدف منطقة التاجي شمال بغداد، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية، فيما قتل ثلاثة وجرح أكثر من خمسين في السليمانية في حريق مبنى لسكن الطلاب. وشيع أهالي كركوك ضحاياهم الذين قتلوا أول من أمس. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «22 شخصاً معظمهم من عناصر الصحوة قتلوا وأصيب حوالى 49 آخرين في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعاً لعناصر الصحوة». وأوضح المصدر أن «الهجوم وقع لدى تجمع عناصر الصحوات لتسلم رواتبهم في هور الباشا الواقع في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)». وأكدت مصادر طبية تلقي جثث 22 قتيلاً و44 جريحاً. وأوضحت المصادر أن مستشفى الكاظمية تلقى سبعة قتلى جميعهم من «الصحوة»، وتلقى مستشفى الطارمية سبعة قتلى من «الصحوة» أيضاً، فيما تلقى مستشفى التاجي ثمانية قتلى بينهم جنديان. وشكلت قوات «الصحوة» في أيلول (سبتمبر) 2006. وقد استطاعت طرد الغالبية العظمى من تنظيم «القاعدة» خارج محافظة الأنبار حيث بدأت نشاطها، ولكن التنظيم استمر باستهداف عناصر هذه القوة. وكانت الحكومة العراقية قررت زيادة رواتب عناصر «الصحوة» الذين يزيد عددهم على أربعين ألف مقاتل، استجابة لاحد المطالب التي رفعها المحتجون في المحافظات السنية. في السليمانية توفي طالبان وعامل خدمة حرقاً، وأصيب نحو 54 بحروق وحالات اختناق، إثر نشوب حريق في مبنى القسم الداخلي لطلاب المعهد التقني، فيما أعلنت الشرطة اعتقال صاحب المبنى ونجله بتهمة «التقصير»، ودعت كتلة «الجماعة» المعارضة وزير التعليم العالي، ورئيس هيئة التعليم التقني إلى الاستقالة. وقال المدير العام لدائرة الصحة في محافظة السليمانية ميران محمد خلال مؤتمر صحافي إن «حصيلة حريق القسم الداخلي للطلاب في مصيف سرجنان، هي مقتل طالبين وعامل خدمة، فيما أصيب نحو 46 شخصاً بحالة اختناق، وغادر معظمهم المستشفى، كما أصيب ثمانية أشخاص بحروق، ثلاثة منهم فارقوا الحياة». وأكد المحافظ بهروز محمد صالح «اعتقال صاحب فندق الفردوس الذي يشغله الطلاب ونجله على خلفية الحادث، ويتركز محور التحقيق على قضية السلامة العامة للمجمع السكني». وطالبت كتلة «الجماعة الإسلامية» المعارضة في بيان «وزير التعليم العالي، ورئيس هيئة التعليم التقني بتقديم استقالتيهما». وأكدت أن «هذا النوع من الكوارث بات يتكرر، نتيجة الإهمال وغياب التخطيط السليم الذي أدى إلى هدر المال العام». ودعا حزب «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني «حكومة الإقليم والجهات ذات العلاقة، إلى فتح تحقيق فوري، ومحاسبة المقصرين لتقديمهم إلى العدالة». وأشار إلى أن «تكرار مثل هذه الحوادث يحتاج إلى حلول، وحان الوقت لتقف حكومة الإقليم بشكل جدي ومن دون تردد على أسباب هذه الحوادث عبر اتباع أساليب وأنظمة علمية في عملية البناء». وعلق الدوام الرسمي في المعهد التقني في المحافظة، للمشاركة في مراسم دفن الضحايا، وزيارة الجرحى في المستشفيات، كما علق طلاب المعهد التقني في قضاء دربندخان التابع للمحافظة دوامهم الرسمي، وخرجوا في تظاهرة احتجاجاً على مقتل أحد زملائهم في الحريق»، وأعربوا عن «قلقهم من تكرار هذه الحوادث، بسبب التقصير والإهمال من جانب السلطات الحكومية. وأعلن الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي أن «مجلس الوزراء شكل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الحادث، والجهات المقصرة، وإيجاد آلية للحد من تكرار مثل هذه الحوادث». وجاء الهجوم غداة مقتل ثلاثين شخصاً وإصابة حوالى 88 آخرين في انفجار سيارة مفخخة أعقبه هجوم مسلح نفذه انتحاريون في مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد). وشيعت كركوك ضحاياها أمس وسارعت أحزاب إلى تحميل الأجهزة الأمنية مسؤولية الخروق. وشهدت المحافظة التي يقطنها خليط عرقي وديني انتشاراً أمنياً مكثفاً، وطالب المشيعون المكونات السياسية «بالكف عن الصراعات والالتفات إلى مصلحة الأهالي». ودعت الأحزاب العربية في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، إلى «تعزيز روح الأخوة والوحدة للتصدي لكل مؤامرات الأعداء». وأشار البيان إلى أن»الهجمات على الشرطة في كركوك جاءت بعد الأداء المتميز والحياد الوطني في حماية التظاهرات والاعتصامات في المحافظة الذي لم يرق لقوى الإرهاب».