ردّت المطربة السورية أصالة نصري على الأمن العام اللبناني الذي أوقفها في مطار بيروت في إطلالتها مساء أول من أمس في برنامج "ستار أكاديمي" (الذي تبثه المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل. بي. سي") مؤدية مقطعاً من أغنية "بحبك يا لبنان" وذكرت فيه كلمة "المطار" في إشارة الى القضية أو الفضيحة التي حصلت معها غداة وصولها الى بيروت. رد جميل فعلاً وذكي، استقبله جمهورها اللبناني والعربي بحماسة كبيرة وترحيب وتصفيق بدا كأنه استنكار لما جرى معها وتأكيد على الموقع الذي تحتله في القلوب. وعلى رغم فرحها البادي على وجهها، حمل صوتها عندما خاطبت جمهورها بحة حزن نتيجة المعاملة السيئة والمقصودة التي استقبلها بها الأمن العام اللبناني على أرض المطار، قبل ان تطأ قدماها تراب وطنها الثاني الذي تحبه ويحبها كل أهله ما عدا "نقطة" صغيرة فيه، كما عبّرت، وقصدها جماعة النظام السوري في لبنان. لم يكن أحد يتوقع أن يوقف الأمن العام اللبناني هذه المطربة الأصيلة وصاحبة الصوت الشجي والساحر لدى مجيئها الى بيروت تلبية لدعوة من برنامج "ستار أكاديمي"، وهي التي حملت وجه سورية الحقيقي والمضيء الى العالم، مؤكدة لجمهورها الكبير ان سورية ليست فقط النظام الديكتاتوري والبعثي الذي يقتل الناس ويدمر المدن والأحياء والبيوت ويسجن الصحافيين والكتاب والفنانين، بل سورية هي الفن والجمال والخير والحق ولكن بعيدا من أسر النظام الحديدي. وأقدم جهاز الأمن العام على توقيفها وسحب جواز سفرها منها من دون احترام اسمها ومسيرتها الفنية اللامعة وجمهورها، عاملها كأنها خارجة عن القانون، بينما لبنان مليء بالعملاء والجواسيس والمجرمين واللصوص، يسرحون ويمرحون بحرية. لم يجد الأمن العام ضحية سوى أصالة، رسولة الفن والسلام وبدت التهمة التي وجهها اليها مضحكة وواهية ومركبة ومفبركة، وهي مذكرة أصدرها نظام البعث بحقها كما اتضح لاحقا، لأنها تنتمي الى المعارضة الشريفة التي تنادي بالحرية والعدل والخبز والإصلاح والكرامة. وكم كان رد فعل وزير العدل أشرف ريفي لائقاً، فهو سرعان ما استنكر هذا التوقيف الاعتباطي والظالم والمدبر في الكواليس، مشككاً في مرجعية هدا القرار التعسفي. وقد آتت بادرته ثمارها، فأُفرج عن المطربة وأُعيد اليها جواز سفرها. ولكن متى؟ بعد الفضيحة المعيبة التي أثّرت في سمعة الأمن العام وأكدت محبة اللبنانيين لهذه المطربة الأصيلة.