شكك وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بجدوى الحوار بين النظام السوري والمعارضة في ايجاد حل للنزاع في سورية، بعدما رحب كل من وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والايراني علي اكبر صالحي باستعداد رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب حوار مشروط مع النظام. تزامن ذلك مع استقبال الرئيس بشار الأسد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي، واتهامه اسرائيل بالعمل على «زعزعة استقرار» بلاده و»إضعافها». فيما اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ضمناً مسؤولية تل أبيب عن الغارة الجوية على منشآت عسكرية قرب دمشق، معتبراً ن دعم الرئيس السوري سيكلف ايران و»حزب الله» كثيرا وسيوجه «ضربة كبرى» لهما. وقال داود اوغلو في اليوم الاخير للمؤتمر الدولي حول الامن في ميونيخ أمس ان «الحوار بين النظام (السوري) والمعارضة طريق خاطىء، ولا يمكن ان يكون حلاً». وتساءل: «لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الاسد، من يمكنه ان يضمن ان قادة المعارضة سيتمكنون من الترشح؟». وكان وزير الخارجية الايراني رحب برغبة رئيس الائتلاف السوري المعارض في التحاور مع دمشق، واعتبر ذلك «خطوة جيدة الى الأمام». ووصف صالحي محادثاته مع الخطيب في ميونيخ السبت، وهي الأولى بين مسؤول ايراني رفيع وقيادي في المعارضة السورية، بأنها «جيدة جدا»، قد تسهم في التوصل الى حل للصراع في سورية مؤكداً ان بلاده تريد أن تكون «جزءا من الحل». وأضاف: «يجب افساح المجال امام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات. وإذا أردنا وقف الاقتتال، لا ينبغي أن نستمر في إلقاء اللوم على الطرف الآخر». وكان الخطيب الذي انتخب في نهاية 2012 رئيساً للائتلاف الوطني السوري المعارض اعلن الاربعاء للمرة الاولى انه مستعد للحوار مع النظام لكن بشروط، وهو العرض الذي كرره في ميونيخ مع اعلان رفضه وجود قادة «ايديهم ملطخة بالدماء». واتهم الرئيس السوري، خلال استقباله امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي، اسرائيل بالعمل على «زعزعة استقرار» بلاده و»إضعافها» قائلا ان بلاده قادرة على «التصدي لأي عدوان». كما اكد وزير الخارجية وليد المعلم، بدوره، خلال استقباله جليلي «ان العدوان الاسرائيلي الغاشم على سورية يثبت انخراط اسرائيل المباشر مع المجموعات الارهابية المسلحة في ضرب البنى التحتية وتخريب مراكز التنمية والتطوير وتناسق الادوار فيما بين اسرائيل وهذه المجموعات الارهابية». وكان وزير الدفاع الاسرائيلي اكد في وقت سابق ضمنياً الغارة التي شنها الطيران الاسرائيلي الاربعاء على منشآت عسكرية قرب دمشق. وقال باراك في ميونيخ أمس: «ما حصل قبل ايام (...) يثبت انه حين نقول شيئاً انما نلتزم به. قلنا اننا لا نعتقد انه يجب السماح بنقل انظمة اسلحة متطورة الى لبنان». واعتبر باراك ان دعم الرئيس السوري سيكلف ايران و»حزب الله» كثيراً وسيوجه «ضربة كبرى» لهما. واضاف «سورية باتت المعقل الوحيد للايرانيين في العالم العربي»، مضيفا «اعتقد انهم سيدفعون الثمن». ميدانياً، قتل 15 شخصاً على الاقل بينهم امرأة وخمسة اطفال في غارة للجيش النظامي السوري على مبنى في حلب (شمال)، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي ذكر ان الحصيلة مرشحة للارتفاع لان «سكانا لا يزالون تحت الانقاض». من جهته، نقل التلفزيون السوري ان النائب السابق ابراهيم عزوز قتل مع زوجته وابنتيه في حلب. واكد المرصد السوري ان عزوز «قتل بأيدي معارضين» من دون ان يشير الى عائلته.