برلين - أ ف ب - الألمان يعشقون النقانق بالكاري، وافتتح في برلين متحف مخصص لها هو «المتحف الألماني للكاري فورست»: انها ملكة مأكولات الشوارع في المانيا. ويهدف متحف النقانق بالكاري الذي يمتد على مساحة 1100 متر مربع على مقربة من متحف «تشيك بوينت تشارلي» الذي يروي تاريخ جدار برلين والفارين من المانياالشرقية، الى التعمق في اصول هذا الطبق و «الجوانب المتعدّدة» لهذه النقانق الراسخة جداً في الثقافة الألمانية تماماً كالجعة والبريتزل. في ديكور احمر كلون الكاتشاب الذي تتدلى 3 قطرات منه من السقف قرب كنبة في شكل نقانق، يتفحص المتحف الكاري من كل جوانبه بطريقة مضحكة. عند مدخل المتحف يستقبل الزوار كشكاً لبيع هذه النقانق تتعالى منه اصوات الشواء وقلي البطاطاس ولا تنقصه سوى الروائح. لكن الأنف يحصل على مبتغاه على مسافة قريبة من هنا في «قاعة التوابل» حيث يمكن للذين يتمتعون بحاسة شم متطورة التمييز بين روائح الكاري المختلفة. وتطرح لعبة تفاعلية تحدياً للزائر تقضي بتحضير النقانق للزبون بأسرع وقت ممكن. وتقول مديرة المتحف وعالمة الاجتماع بيرغيت بريلوه ان الكاري فورست «ظاهرة اجتماعية» أكنا نحبها أم نكرهها. ويباع 800 مليون من هذه النقانق سنوياً في المانيا، أي ما يعادل تقريباً 1500 واحدة في الدقيقة. يتغنى بها الدليل السياحي، وتقدم عادة في شكل نقانق مشوية مقطعة الى اجزاء ومغطاة بالكاتشاب والكاري ومركّز الطماطم. وتؤكل في وعاء صغير مصنوع من الكرتون بواسطة شوكة صغيرة، بسرعة ووقوفاً في الشارع، كما انه يمكن الاستمتاع بطعمها في المقاهي والمطاعم. وهي الطبق المفضل في شركة «فولكسفاكن» لصناعة السيارات حيث يلتهم العاملون فيها مليونين من هذه النقانق سنوياً. كما تقدم الى الجنود الألمان المنتشرين في افغانستان. وبين محبي هذه النقانق المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر الذي لم يكن يتردد بالتغني بها امام زواره الأجانب. في حين ان مغني الروك هربرت غرونيماير أهداها قصيدة يمكن الاستماع اليها في المتحف بوضع الأذن على علبة كاتشاب.... وتتنازع برلين وهامبورغ (شمال) «ابوة» هذه النقانق، لكن المتحف بتّ بهذه المسألة بقوله ان «الكاري فورست ملك لبرلين شأنها في ذلك شأن بوابة براندبورغ». ويبدو ان هذه النقانق ابصرت النور قبل 60 سنة في برلين في الرابع من ايلول (سبتمبر) 1949 من مخيلة هيرتا هوير التي كانت تملك مقهى في برلينالغربية، وخلطت المكونات التي كانت متوافرة لديها خلال احتلال الحلفاء لبرلين، وكانت عبارة عن بعض الكاتشاب الأميركي وحفنة من الكاري البريطاني وبعض من صلصة ورشيسترشير وبعض المتبلات... فاخترعت بذلك صلصة «شيلاب». وعبرت الوصفة «الجدار» اعتباراً من ستينات القرن العشرين وتمكن سكان برلينالشرقية من تذوق النقانق بالكاري قبل وصولها الى نيويورك وبالي والكاب. يأمل المتحف بأن يصبح محطة رئيسية للسياح كما يطمح الى استقبال 350 الف شخص سنوياً. ويبلغ رسم الدخول الى المتحف 11 يورو، اي ما يعادل تقريباً ستة سندويشات من الكاري فورست.