لاحت بوادر انفراج امس، في المفاوضات الدائرة في نيويورك بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي. وتخلّى مسؤولون إيرانيون عن اللهجة المتشائمة في تصريحاتهم التي أطلقوها خلال الأيام الماضية وأشاروا فيها الى عدم حدوث تغيير في المواقف الغربية. تزامن ذلك مع كلام ملفت لوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي قال بعد لقائه الرئيس الايراني حسن روحاني في نيويورك: «لم نكن قريبين في أي وقت مضى مثلما نحن الآن، من ابرام اتفاق»، مرجحاً في الوقت ذاته ان تكون المرحلة النهائية من المفاوضات هي الأصعب». وعقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري اجتماعاً مع نظيره الايراني جواد ظريف بحضور وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، لتذليل عقبات في المسار التفاوضي (للمزيد). وأفاد مصدر إيراني بأن المفاوضات والمشاورات الجانبية في نيويورك، تجري بعيداً من الصحافة ووسائل الإعلام، وأشار الى أهمية الاتفاق بشأن مفاعل آراك الذي يعمل علي انتاج الماء الثقيل، ورأى انه «اذا نجح الجانبان في حل قضية هذه المنشأة، فإن حل بقية القضايا المتعلقة بالتخصيب يصبح سهلاً». ولا يتوقع الجانبان التوصل الي اتفاق نهائي بشأن قضية التخصيب قبل 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق، الا ان لقاءات نيويورك تهدف الى تحريك الجمود في المفاوضات على امل وضع اللمسات النهائية للاتفاق في اللحظات الأخيرة التي تسبق انتهاء المهلة. ويسعي الجانبان الغربي والإيراني في نيويورك الي وضع تصور ايجابي للحل، باعتبار الفرصة سانحة، نظراً الى الظروف الإقليمية التي اشار اليها شتاينماير بقوله: «آمل بأن تدرك ايران ان انهيار المحادثات الآن غير مقبول، في ظل الوضع في العالم وفي الشرق الأوسط». وعلى رغم استبعاد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي دخول الرئيس الإيراني حسن روحاني في المفاوضات «لأننا لم نصل الي نقطة حساسة تستوجب هذه الخطوة»، فإن سفيراً لإحدى الدول الست لدى ايران، اعرب ل «الحياة» عن اعتقاده بضرورة دخول روحاني علي خط المفاوضات لإحداث خرق فيها «لأنه ليس من السهل ترك هذه المفاوضات تراوح مكانها من دون تدخل الرؤساء شخصياً لإذابة الجليد فيها». وتعليقاً علي ذلك، ابلغت مصادر مطلعة في طهران «الحياة» ان دخول روحاني «لا يمكن ان يتم الا عبر قمة تجمعه برؤساء الدول الست او بعضهم، علي ان تسبق اللقاء ترتيبات تضمن خروجه بنتيجة ترضي كل الاطراف». وشددت المصادر على ضرورة ان تكون هناك «ارادة سياسية لتسوية الملف النووي الإيراني». وتخوض الحكومة الايرانية المفاوضات في ظل خطوط حمر وضعتها القيادة الايرانية، تتعلق بتحقيق هدف امتلاك ايران للدورة الكاملة للتقنية النووية المستخدمة للاغراض السلمية، اضافة الي رفع كامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة علي ايران، تزامناً مع التوقيع علي اي اتفاق.