دعا الدكتور عبدالله الغذامي اللجنة الثقافية في معرض الرياض الدولي للكتاب إلى تجنب «ما فعله كل من كان قبلها على مدى الأعوام التسعة الماضية، وأهمها أن تقلع عما سنّته الوزارة لنفسها من سياسة إرضاء الجميع، وهو الوهم الذي ينتهي بإغضاب الجميع». وقال رداً على سؤال ل«الحياة» حول ما الذي يقترحه على اللجنة الثقافية، ليكون معرض الرياض الدولي للكتاب، ليس الأهم بين معارض الكتب على صعيد القوة الشرائية، إنما أيضاً بالنسبة إلى الفعاليات الثقافية: ما كنت أعرف عن لجنة في وزارة الثقافة حول برنامج معرض الكتاب القادم، لولا اتصال «الحياة» وسؤالها لي عما أقترحه، وهنا جوابي: هل لي أن أقترح على لجنة الوزارة أي اقتراح؟! سيفعل ذلك من يظن أن مقترحه سيأخذ طريقه، إما من تيقن بنقيض ذلك، فسيظلم نفسه، ويظلم اللجنة معه، إذ يطلب منهم ما لن يفعلوا، لكن هل أرفض سؤالكم لي! فهذا أمر آخر - ولذا سأحتال لنفسي بحيلة أقول فيها من دون أن أقول، وذلك أني سأنصح اللجنة ألا يفعلوا ما ظلت الوزارة تفعله مذ تولت أمر معرض الكتاب، وتسلمته من يد وزارة التعليم العالي قبل أعوام تسعة». وطالب الغذامي بالعودة قليلاً «إلى آخر معرض أقامته وزارة التعليم العالي، ولنسأل أنفسنا عن الجمهور الذي عمر قاعات معرض الكتاب، حين قيام النشاط الثقافي في عامنا ذلك، وأخص أرقام الجمهور في القاعات، لأنها هي الشاهد الحق والواقعي على تلبية البرنامج لتطلعات الناس، ولا شك أن النشاط الثقافي الجماهيري لا يكون جماهيرياً، ولا يستحق هذه الصفة إذا صارت القاعات خالية من الناس، ومهما قال المحاضرون فإنهم لن يفعلوا شيئاً، إذا عزف الناس عن السماع وعن الحضور». وقال: لقد تصاحبت فعاليات برامج وزارة الثقافة مع المعرض في أعوام تولي هذه الوزارة بعزوف ملحوظ وقنوط في التوقعات، حتى صارت الفعاليات مجرد جبر خواطر وتحسيس ذاتي، بأن الوزارة فعلت شيئاً. وهي لم تفعل أي شيء، بما يسمى بثقافة الجماهير، وهي السمة التي يفترض أن تصاحب المعرض، ولنقارن بين جموع الناس في ممرات الكتب وسراديب دور النشر، وبين الجمود في قاعة المحاضرات، وهو الجمود الذي تسمع فيه أنين المكيفات أكثر مما تسبر فيه أنفاس الحضور». وجدّد الغذامي تأكيده أن ما يجب أن تفعله اللجنة «هو تجنب ما فعله كل من كان قبلها على مدى الأعوام التسعة الماضية، وأهمها أن تقلع عما سنّته الوزارة لنفسها من سياسة إرضاء الجميع، وهو الوهم الذي ينتهي بإغضاب الجميع، ولن تكون المسألة لغزاً ولا أحجية ولا استجداء للأفكار والمقترحات، ويكفي أن نقرأ عناوين وشخصيات المشاركين في معرض وزارة التعليم العالي قبل التحول، وفعاليات وزارة الثقافة حين أدارت المعرض، وهي مواد مرصودة في ملفات الوزارة، وهي مؤشر على الشيء الذي حضره الناس والشيء الذي عزفوا عنه». ولفت إلى أن لجنة الوزارة تستطيع «أن تكرر أحد الخيارين: خيار جاذب وخيار منفر، وكلاهما متاح، ولكي نتصور المتاح علينا أن نعرض لما يمكن أن نسميه بالموبقات الثلاث، وهي: أولاً - إيثار السلامة حين تحاصر اللجنة نفسها بالمخاوف من مغبات توصياتها، مثل حال من يمشي جنب الحائط، وهو الذي عادة ينتهي بأن يسقط عليه الحائط، وتكون سلامته مهلكة من حيث لم يحتسب، ثانياً - تصور بعض اللجان أن هناك طرقاً سحرية، ترضي كل الأطراف، وتكف اللوم عن فريق اللجنة، وهذا تكشف لكل الوقائع، إنه الطريق الأمثل لإغضاب الكل. ثالثاً - نظرية الباب الذي يأتيك منه ريح سده واسترح، ومن هنا تأخذ اللجان بتجنب بعض أسماء وبعض مواضيع لسد باب الريح، وتنتهي اللجنة حينها بأن تسد الهواء عن أنوفها، وتحبس نفسها في الظلام، وفي الغالب من تحاذر حضورهم، ليسوا سوى الصوت الجماهيري الذي لن ينفعك تجاهله، لأنك ستبقى خارج سياق الواقع، وسياق نظرة الناس. إن وضعت اللجنة هذه الموبقات الثلاث في كامل اعتبارها فهي ستبصر الخيار الفعال، وإلا فأنها ستكرر للمرة ال10، ما كنا رأيناه تسع مرات من قبل». يذكر أن اللجنة الثقافية للمعرض التي أعلنتها وزارة الثقافة والإعلام في وقت سابق تضم كلاً من: مرزوق بن تنباك (رئيساً)، وحمد القاضي وخالد الحليبي وأميرة الزهراني وهاجد الحربي وفائز الشهري ومنى المالكي ويوسف المحيميد وسعيد السريحي (أعضاء).