دعا الدكتور عبد لله الغذامي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى الحوار، مؤكداً أنه لا يفرض نفسه على من رفضه. وعبّر عن تقديره لأولئك الذين دافعوا عنه بإخلاص في جامعة الإمام، التي دعته للمشاركة في ندوة ثم «تخاذلت» بضغط من متشددين، رافضاً التعليق حول «رضوخها» لمطالب إلغاء المشاركة، واكتفى بالقول: «هناك أشخاص في الجامعة ينافحون بإخلاص وصدورهم مفتوحة، وهم يقدمون خدمة للجامعة والمجتمع وبالتالي لي»، لافتاً إلى أنه كان يود أن يقول المعترضون في الجامعة: آراءهم لي ويقيمون علي الحجة، ويهدون إلي عيوبي، كما كنت أتمنى أن أستمع إليهم أكثر من أن تحدث، أما وقد صار التأجيل، فأنا لا أفرض نفسي على من يرفضني ولكني لازلت أدعوهم للحوار». وحسب صحيفة الحياة اللندنية فتحتفي البحرين بالغذامي وكتابه الجديد، إذ دعته إلى لقاءات مفتوحة في عدد من المؤسسات التعليمية والثقافية البارزة. وعلق صاحب كتاب «القبيلة والقبائلية» حول الاحتفاء به في الخارج، في حين وزارة الثقافة السعودية لا تفعل شيئاً، قائلاً: «أولاً أنا أسميها وزارة الإعلام، وليست وزارة الثقافة، ثانياً كثّر الله خيرهم بأن يصرفوا عني النظر لأني مزعج لسكونهم». وأكد أنه يرفض قبول أية دعوة توجه إليه من الوزارة «فلم يعد لهذه الدعوة طعماً» مضيفاً: «فأنا بخير، ولي قاعدة عريضة من المحبين والمريدين من القراء والقارئات، ومبيعات كتبي عالية، فكتابي الأخير «القبيلة والقبائلية» نفذت الطبعة الأولى منه في معرض الكتاب الدولي في الرياض، وتواصلي على المستوى الإنساني والأخلاقي والعلمي مع المشهد الثقافي عميق جداً، ويؤكد أن مقامي لا زال محفوظاً، ولا يداخلني شك في ذلك». واعتبر الغذامي أن الوزارة لا ثقافة فيها «بل بيروقراطية مع نفسها ومع غيرها». وحدّد مكمن المشكلة بأنها في الوكالة «فهم عاجزون عقلياً ويعانون من إعاقة ذهنية»، في الوقت الذي أشاد بالوزير عبدالعزيز خوجة «فإن شاء الله فيه خير كثير». وعدّ ما يحدث الآن من و«كالة الثقافة» بأنه «تقدم إلى الأسوأ»، مشيراً إلى «أنه كان من الأفضل أن نتمسك بالانتخابات التي تجعل المثقف الذي يصل إلى المنصب منتخباً وليس موظفاً ينفذ ما تأمر به الوكالة». وذكر أن لا مقارنة بين 1410ه إذ عصر الانتخابات، وبين ما يحدث الآن في الأندية الأدبية من تعين أعضائه، «فانظر إلى الاستقالات لأعضاء الأندية وإلى مشكلات اللجان النسائية وقلة الحضور والبرود الثقافي، الذي امتد إلى معرض الكتاب وفعالياته الهزيلة»، واعداً بأن يكون أول الحضور للأندية الأدبية حالما عادت الانتخابات من جديد. من ناحية أخرى، أشاد الدكتور الغذامي بالمناخ الثقافي في البحرين، واصفاً إياه بأنه «جو علمي معرفي مبهج»، معتبراً أن المستقبل النقدي سيكون في البحرين والمغرب. ويتضمن برنامج الغذامي في البحرين، الذي دعته وزارة الثقافة والإعلام فيها، محاضرة حول «الهويات الثقافية والهويات الجذرية» (الأحد المقبل)، ويحل يوم الاثنين ضيفاً في ندوة مفتوحة في جامعة البحرين. ولقاء فكري حواري، تنظمه مجموعة من مثقفي البحرين (الثلثاء). وعبر الغذامي عن سعادته بهذا الاحتفاء واعتبره «أمراً غير مستغرب، فعلاقتي بالبحرين علاقة وثيقة، إذ أجد فيها الحفاوة والتقدير عبر الوسط البحريني كافة»، مضيفاً « ولا يمكنني الاعتذار لأن الجو هناك يثري الحوار، وأنا طرحت مقولة الناقد منقوداً في البحرين لما رأيته منهم من نقاش علمي للفكر النقدي من دون النظر إليه بوصفه سلطة».