في مطلع العام الحالي وبعد إطلاقها موديل إنفينيتي Q50 للمرة الأولى من خلال معرض ديترويت الدولي للسيارات 2013، أزاحت انفينيتي، التي تُعد ماركة الفخامة من نيسان، الستار عن نسخة تصورية من الطراز ذاته تحمل اسم Q50 Eau Rouge، خلال مشاركتها في ديترويت. الترجمة الحرفية ل Eau Rouge تعني الماء الحمراء، أما الترجمة الفعلية فتشير إلى أحد أبرز منعطفات حلبة سبا فرانكورشان البلجيكية لسباقات فورمولا واحد. على حلبة ميلبروك البريطانية، كان اللقاء مع تلك «الاختبارية» التي أكد لنا مسؤولو إنفينيتي أن قرار تحويلها إلى خطوط الإنتاج لم يُتخذ بعد، بانتظار جلاء نتيجة الدراسات التي تجريها الشركة. تتسم خطوط Q50 Eau Rouge بالأيروديناميكية والإنسيابية العالية، وهي تعد ثمرة تعاون بين إنفينيتي وفريق «ريد بل» الحائز بطولة العالم للفورمولا واحد 4 مرات. وقد طوّرت انطلاقاً من النسخة التقليدية Q50، مع استعارة بعض مكوّنات سيارة السباقات الناجحة RB9 التابعة لفريق» ريد بل»، مع تجديد الألواح الخارجية للموديل الاختباري، عدا الأبواب الأمامية وقوس أعمدة السقف التي بقيت وفية للنسخة التقليدية. نالت هذه المركبة رفاريف أمامية وخلفية أحدث، ما زاد من هيئة الأكتاف العريضة بمقدار 20 ملم، في الوقت الذي ساهم فيه الجُنيح الخلفي الكبير في تعزيز الضغط العمودي على السرعات العالية. كذلك نالت الخطوط الخارجية لمسات كرومية داكنة يمكن تتبعها على شبك التهوئة الأمامي ذي «القوسين» ومقابض الأبواب والزوائد المتعلقة بغطاء صندوق الأمتعة. كما أن غطاء المحرك يتضمن فتحتي تهوئة للتبريد. كذلك يمكن تتبع ألياف الكربون على السقف والمرايا الجانبية والأجنحة المختلفة، فضلاً عن العجلات الضخمة قياس 21 بوصة يزينها أقراص كبح قوية فئة «بريمبو». من الداخل، تحمل المقصورة عنوان الطابع الرياضي الذي لم يتخلَ عن لمسات الترف والفخامة المعززين، مع عدم التضحية بمستويات الرحابة المميزة، لاسيما لجهة أرجل الركاب ورؤوسهم وأكتافهم في قسم المقاعد الخلفية، شأنها شأن النسخة التقليدية. المقود رياضي يحوي عتلات تعيير النسب يدوياً، وتماماً مثل الهيكل الخارجي يمكن ملاحظة ألياف الكربون المطلية بالأحمر على الأبواب والكونسول الوسطي، فيما يحل الكروم الداكن مجدداً بدلاً من اللمسات الكرومية الفضية بالمقصورة الحمراء. كما نالت Q50 Eau Rouge نظام إنفينيتي InTouch الترفيهي المعلوماتي الذي يتضمن شاشتي عرض مزدوجتين تعملان باللمس، أحداهما من 8 بوصات من الكريستال السائل والثانية سفلية ملوّنة قياس 7 بوصات، زر تشغيل المحرك من دون الحاجة للمفاتيح التقليدية، مقاعد أمامية تضبط كهربائياً لأكثر من 8 اتجاهات مع خاصية التدفئة، تقنية البلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية لاسلكياً، كاميرا للرؤية الخلفية ونظام صوتي عالي النقاء، وغيرها. زوّدت النسخة التصوّرية Q50 Eau Rouge بمحرك طراز نيسان GT-R، من فئة V6 سعة 3.8 ليتر، يتضمّن شاحني هواء «توربو» لتوليد 560 حصاناً وعزم 600 نيوتن متر. ويتصل بعلبة تروس من 7 نسب تنقل عزم الدوران إلى العجلات الأربع، مع إمكان توزيع العزم مناصفة بنسبة 50 إلى 50 بين المحورين الأمامي والخلفي. ويمكن لهذه السيارة الاختبارية تحقيق تسارع من صفر إلى 100 كلم/س في نحو 4 ثوانٍ، مع سرعة قصوى تصل إلى 290 كلم/س. رائعة... ولكن بعد تجربتنا لإنفينيتي الاختبارية على حلبة ميلبروك على مدى 4 ساعات، يمكن القول إن القدرات تتكلم من تلقاء نفسها. فمحرك نيسان GT-R غني عن التعريف وقد تمكنّا من إطلاق العنان لقدراته الضخمة التي وجدناها مناسبة جداً لهذا الطراز. الرحابة مقبولة وقد تنبّه لها بجدية مهندسو انفينيتي. والتماسك رائع على رغم المناورات التي قمنا بها بفضل توزيع الوزن المدروس ونظام الدفع الرباعي، والثبات ملفت للغاية مهما تعددت المحاولات الجريئة لدرجة تخطت المعقول. كذلك يجب ألا ننسى أن هذه السيارة اختبارية، ما يعني أنها لا تزال في حاجة إلى تعديلات في حال نالت الضوء الأخضر للإنتاج التجاري. التصميم رياضي وملفت للنظر ونال اهتماماً كبيراً من ألفونسو البايسا وفريق عمله. لكن يشار إلى أن علبة التروس غير متناسقة مع توليفة Q50 Eau Rouge وكانت قاسية للغاية. ونعتقد بأن مهندسي انفينيتي في صدد التجربة والاختبار للخروج بعلبة رياضية تتلاءم مع قدرات هذه المركبة. وبالنسبة إلى أنظمة الكبح، بمجرد التفكير بإيقاف السيارة كان رد الفعل حاضراً وممتازاً، وقد وجدناها فعالة من خلال الاستعانة بأربعة أقراص كبح مهواة تتناسق مع أنظمة شأن منع انغلاق المكابح ABS وموزّع قوى الكبح عند الطوارئ EBD ومساعد الكبح BA ونظام التحكّم الالكتروني بالثبات VDC، والتحكّم النشط بالتماسك ATC، ونظام مراقبة ضغط الهواء بالإطارات TPMS وغيرها. أما اللافت فيتمحور مع التقنيات الأولى من نوعها مثل النظام التنبئي للتحذير من الاصطدام الأمامي PFCW الذي يحذّر السائق من الأخطار التي تقبع خارج مجال الرؤية، من خلال استشعار السرعة والمسافة التي تفصل بين Q50 والمركبة التي في الأمام وأيضاً المركبة التي تسير أمامها، ما يمنح تحذيراً مبكراً لتفادي احتمالات وقوع حادث، إضافة إلى تقنية التحكّم النشط بالمسار، درع السلامة المعروفة من إنفينيتي، نظام التحكّم بالتشبّث (مُدمج مع نظام التحكّم الديناميكي بالمركبة) وتقنية تعزيز الإضاءة الذكية المتوافرة. هكذا وبعد 10 سنين من الأبحاث، تمكنت إنفينيتي من نقل نظام التوجيه الرقمي المستخدم في صناعة الطيران لعقود طويلة إلى صناعة السيارات وجعلته ميزة قياسية في طرز Q50 كلها في الشرق الأوسط، من خلال نظام التوجيه المباشر المتكيّف الذي يقدّم إعدادات منوعة لدرجة التوجيه وسرعة الاستجابة، ما يمنح السائقين تجربة قيادة شخصية تناسب مزاجهم، إن كان ذلك متعلقاً بالأداء المُلهم أو الرغبة في الحصول على أعلى مستويات الراحة. باختصار، ولو أن Eau Rouge Q50 غير نهائية، الا أن هذه المركبة ملفتة بالفعل. ولا شك في أن صورة إنفينيتي المرتبطة حالياً بعالم فورمولا واحد تحتاج إلى مركبة من هذا الطراز تعزّز حضورها الرياضي.