استهدفت مقاتلات أميركية وعربية اليوم الجمعة، منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سورية لليوم الثالث على التوالي، في وقت تستعد بريطانيا للإنضمام إلى التحالف في العراق. وفي الوقت ذاته، تبقي واشنطن وباريس ضغوطها في العراق على هذه المجموعة إثر شنها غارات أمس الخميس ضد مواقع تابعة لها في المنطقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها العرب شنوا غارات جديدة، مساء الخميس على منشأت نفطية في محافظة دير الزور في سورية قرب الحدود مع العراق". واستهدفت غارات اليوم مقراً لعمليات "الدولة الاسلامية" في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية وموقع ل"التنظيم" في محافظة الحسكة. وأعلن البنتاغون أن الولاياتالمتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة قصفت مساء الأربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها "التنظيم" في شرق سورية. وتستهدف قوات التحالف للمرة الأولى منشآت نفطية، بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة. وأشار المرصد إلى أن الضربات الجوية التي بدأت في سورية الثلثاء الماضي أسفرت عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 أجنبياً وبين الأجانب 84 منهم ينتمون إلى "الدولة الاسلامية". ويستعد النواب البريطانيون للتصويت بغالبية كبرى من أجل المشاركة في الضربات الجوية ضد جهاديي التنظيم، بعد رفضهم خطة رئيس الوزراء ديفيد كامرون شن غارات على سورية. ودعا كامرون من منصة الأممالمتحدة الأربعاء الماضي المملكة المتحدة للإنضمام إلى التحالف من أجل مواجهة خطر "التنظيم". وناشد النواب في جلسة طارئة اليوم الجمعة بألا يتملكهم الخوف لفكرة ارتكاب الأخطاء نفسها كما حصل في العام 2003، عندما سمحوا لرئيس الوزراء السابق توني بلير بالتدخل في العراق. وشدد على "أن ذلك يجب ألا يصبح ذريعة لخيار اللامبالاة وعدم التحرك في وجه جهاديين وصفهم ب"المتوحشين والمختلين". ويشدد النص الذي سيخضع للتصويت على "استخدام الضربات الجوية" ضمن إطار تلبية طلب الحكومة العراقية"، مؤكداً أن "لندن لن ترسل أي جندي الى منطقة المعارك". وانضمت الدنمارك إلى الائتلاف الدولي لمحاربة "التنظيم" بإعلان رئيس وزرائها هيلي ثورننغ- شميت اليوم نشر سبع طائرات أف-16 في العراق. وقال ثورننغ- شميت خلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "أنا سعيد بوجود تحالف واسع يضم دولاً من المنطقة تريد المشاركة فيه"، موضحاً أن "مهمة الطائرات الدنماركية ستكون محصورة فقط في العراق". وأعلنت هولندا أنها ستضع ست مقاتلات أف 16 و250 عسكرياً في تصرف الائتلاف الدولي، لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق. وقررت بلجيكا وضع ست مقاتلات أف 16 في تصرف الائتلاف لمدة شهر. من جهتها، أعلنت بيثاني هينز، إبنة الرهينة البريطاني ديفيد هينز، الذي قطع رأسه تنظيم "الدولة الاسلامية" دعمها لمشاركة القوات البريطانية قائلة: "يجب إزالة داعش من الوجود". وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي (أف بي آي)، جيمس كومي، أمس الخميس أن الولاياتالمتحدة حددت هوية الملثم، الذي ظهر في شريطي فيديو بثهما "التنظيم" وهو يقطع رأس الرهينتين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف. ورفض كومي الكشف عن إسم القاتل أو إعطاء أي مؤشر عن هويته أو جنسيته. وبعدما أعدمت مجموعة إرهابية في الجزائر، الفرنسي ايرفيه غوردال، أكدت الرئاسة الفرنسية عزمها مواصلة قتالها ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". ولم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان صباح أمس الخميس توسيع نطاق الغارات لتشمل سورية في المستقبل. وقال في مقابلة أجرتها معه إذاعة "آر تي ال" بشأن هذه الفرضية: "الأمر ليس وارداً اليوم لكنها مسألة مطروحة". وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع في جلسة استثنائية عقدت الأربعاء الماضي، قراراً ملزماً لوقف تدفق المقاتلين الإسلاميين المتطرفين الأجانب إلى سورية والعراق خوفاً من عودتهم لشن هجمات في بلادهم. وأفادت معلومات الإستخبارات الأميركية أن أكثر من 15 ألف مقاتل أجنبي أتوا من أكثر من 80 بلداً للانضمام إلى الجهاديين في العراق وسورية في السنوات الأخيرة. ودعا الرئيس الأميركي باراك اوباما الأربعاء الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، العالم إلى توحيد صفوفه في وجه "التنظيمات" المتطرفة، مؤكداً أن اللغة الوحيدة التي يفهمها تنظيم "الدولة الاسلامية" هي لغة "القوة". وتشارك خمس دول عربية في الضربات على سورية وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن.