وسع التحالف العربي - الدولي نطاق ضرباتهم ضد «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية واستهدف طائرات الحلف مصافي نفطية عدة تشكل ابرز مصادر عائدات مالية للتنظيم، في وقت قتل نحو 150 جهادياً منذ بدء الغارات الثلثاء الماضي. وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من ان الحملة لن تؤدي الى القضاء على «داعش»، في حين لم تستبعد باريس الانضمام الى التحالف في قصفه مواقع التنظيم في سورية. وللمرة الأولى منذ بدء الضربات في سورية الثلثاء، اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان الولاياتالمتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة قصفت مساء الأربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم «داعش» شرق سورية. وهدف هذه الضربات قطع المصدر الرئيسي لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة. وقالت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان ان هذه المصافي تنتج ما بين 300 و500 برميل يومياً وتدر نحو مليوني دولار يومياً على الجهاديين. وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي عبر شبكة «سي إن إن» إن الضربات طاولت 13 هدفاً بينها 12 مصفاة في شرق سورية. وأوضحت القيادة الأميركية ان الهدف الثالث عشر كان آلية ل «الدولة الإسلامية» قرب دير الزور تم تدميرها. وأضاف كيربي ان هذه المنشآت الصغيرة الحجم «اصيبت بصواريخ اطلقها طيران التحالف. والواقع ان عدد طائرات التحالف في هذه العملية كان اكبر من عدد الطائرات الأميركية». ويعوّل الجهاديون على العديد من مصافي النفط التي استولوا عليها في العراق وسورية كمصدر مهم للتمويل، وهم يبيعون النفط الخام بأسعار متدنية عبر وسطاء في تركياوالعراق وإيران والأردن. وبدأت الولاياتالمتحدة الشهر الفائت ضرباتها الجوية ضد مواقع تنظيم «داعش» في العراق ووسّعت الثلثاء نطاق هذه الضربات إلى سورية بمشاركة خمس دول عربية هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن. وقتل اكثر من 150 مقاتلاً جهادياً غالبيتهم من الأجانب في الضربات التي بدأ التحالف الدولي. وأدت الغارات الجوية والقصف بصواريخ موجهة، الى مقتل 13 مدنياً على الأقل. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «قتل 141 مقاتلاً منذ بدء ضربات التحالف الدولي»، مشيراً الى ان هؤلاء هم «84 على الأقل من تنظيم داعش و57 من جبهة النصرة». وأشار إلى أن 12 مقاتلاً فقط من القتلى هم من السوريين، في حين ان الباقين هم من الأجانب «لا سيما من الأوروبيين والعرب والشيشانيين والأتراك». وإلى جانب الدول العربية الحليفة، انضمت فرنسا ايضاً الى حملة الضربات الجوية الأميركية. وأعلنت هولندا انها ستضع ست مقاتلات «اف 16» و250 عسكرياً في تصرف التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق. كما قررت بلجيكا وضع ست مقاتلات «اف-16» في تصرف التحالف لمدة شهر. وأعلنت تركيا انها يمكن ان تقدم دعماً عسكرياً أو لوجستياً فيما يبحث البرلمان البريطاني اليوم طلب المساعدة العراقية لشن ضربات جوية. وفي دليل على تصميم فرنسا، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن مقاتلات فرنسية حلّقت في الأجواء العراقية استعداداً لشن غارات جديدة ممكنة ضد معاقل «داعش». وأضاف لراديو «آر.تي.إل» حين سئل عن إمكانية انضمام فرنسا إلى الغارات في سورية: «الفرصة غير متاحة اليوم. لدينا بالفعل مهمة في العراق وسنرى كيف يتطور الموقف خلال الأيام المقبلة». ومع الضغط عليه أكثر ليوضح هذه الإمكانية مستقبلاً قال: «المسألة مطروحة على الطاولة». إلى ذلك، طالبت الولاياتالمتحدةوفرنسا رعاياهما في تركيا بتوخي المزيد من الحذر لاحتمال أن يشن متشددون أجانب أو محليون هجمات عليهم رداً على الغارات الجوية. وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة تلفزيونية من ان الغارات الجوية التي يشنها التحالف في سورية لن تؤدي الى القضاء على التنظيم. وفي مقابلة مع الإعلامي تشارلي روز بثت شبكة «بي بي إس» مقاطع منها الأربعاء على ان تبث لاحقاً بكاملها، اعتبر روحاني ان التنظيم «وحشي وهمجي للغاية»، الا انه تساءل ايضاً حول دوافع حملة الغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة على سورية. وقال روحاني: «ليس من الواضح بنظرنا ما يبحثون عنه. سواء كانوا يخضعون لضغوط من الرأي العام المحلي او يريدون القيام باستعراض يوظفونه لدى جمهورهم او لديهم هدف حقيقي وملموس في المنطقة، ليس الأمر واضحاً تماماً بالنسبة إلينا». وقال: «لكن ما يمكن ان اقوله من دون اي التباس هو انه لا يمكن القضاء على اي مجموعة ارهابية وتدميرها من خلال غارات جوية وحدها». وأبدت ايران تقبلاً غير معتاد للغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد معاقل تنظيم «داعش» في العراق، الا انها حليف كبير للنظام السوري.