أعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط انه نقل إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رسالة مفادها «أهمية استقرار لبنان والحوار في محاولة لعدم استيراد الأزمة السورية إليه». وقال جنبلاط بعد لقاء هولاند في قصر الإليزيه صباح امس: «قانون الانتخاب وباقي الأمور لا أهمية لها في نظري». ووصفت مصادر فرنسية أجواء اللقاء بأنها كانت «ودية جداً». وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية إن هولاند «ذكّر بالتزامه وحرصه على استقرار لبنان وأمنه وحياد الدولة، وكذلك حرصه على أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها وأن تبذل كل الجهود لكي لا تنتقل الأزمة السورية إلى لبنان وتؤدي إلى توترات داخل المجتمع اللبناني وضرورة توحيد جهود جميع اللاعبين السياسيين في لبنان كي تتم حماية استقرار لبنان». وأوضحت المصادر أن «الجانبين ناقشا الموقف الروسي من سورية، وقال هولاند لجنبلاط إن فرنسا تحاول إقناع الروس لتسهيل الظروف السياسية لرحيل بشار الأسد، وينبغي الاستمرار في مساعدة الشعب السوري الذي يوماً بعد يوم يتحمل المزيد من الضحايا كما ينبغي التسريع في الانتقال السياسي». وقال جنبلاط في تصريح انه أثنى «على موقف فرنسا والرئيس هولاند حول اعترافه بدولة فلسطين كمراقب في الأممالمتحدة وحول موقفه من الأزمة في سورية والمساعدة الفرنسية للشعب السوري على كل الصعد، وأتمنى اضافة إلى ذلك، أن يكون هناك تحرك سياسي موحد من الاتحاد الأوروبي لإخراج الشعب السوري من هذه المذبحة الكارثة ومنع تفكك وتدمير سورية». ونبه جنبلاط إلى انه «لا يظن احد انه يستطيع تحقيق الغلبة من خلال الانتخابات فهذا خطأ، لذلك شددت مع الرئيس الفرنسي على أهمية الحوار اللبناني - اللبناني من اجل تجاوز الحساسيات الداخلية والطائفية وهذه كانت رسالتي». وفي السياق، انتقل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس امين الجميل الى باريس امس، ومن المقرر ان يلتقي هولاند غداً في الاليزيه. خطر الميليشيا الموازية وفي موقفه الأسبوعي لموقع «الأنباء» الإخباري التابع للحزب التقدمي، كتب جنبلاط: «مرة أخرى يقدم النظام السوري مثالاً جديداً على سعيه المستمر لتأجيج الحرب الأهلية بين السوريين، فتارةً يقوم بتأليب المناطق المتجاورة على بعضها بعضاً مفتعلاً حوادث الخطف والخطف المضاد لرفع مستويات التوتر والتشنج، وطوراً يُحرّض الطوائف والمذاهب بهدف تحويل الأنظار عما يقوم به من أعمال قتل وعنف مستمرة منذ نحو سنتين في ظل وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج». ورأى أن «إنشاء ما سُمّي الجيش الشعبي من شأنه أن يحقق أهداف النظام ويفتح رسمياً آفاق الحرب الأهلية على مصاريعها ويزيد من فرص تأبيدها، ويجعل إمكانات الخروج منها مسألة في غاية الصعوبة لا سيما في ظل غياب ملامح أي تسوية دولية مع تباين تفسيرات الدول الكبرى حول الاتفاق الوحيد الذي طرح الحل السياسي اي اتفاق جنيف». وقال: «تأتي هذه الخطوة بإنشاء الميليشيا الموازية لتلغي أي بصيص أمل بالتوصل إلى تسوية سلمية ولتؤكد استحالة نجاة سورية من التدمير الكامل. من هنا، الدعوة موجهة مجدداً إلى العرب الدروز لتأكيد تراثهم الوطني والتاريخي في مواجهة الظلم ودورهم في حماية وحدة سورية مع سائر المناضلين الوطنيين الأحرار». ونبه إلى أن «أي خطوات متهورة كالمشاركة في ما سُمّي القوات الشعبية ستشكل خطراً على وجودهم السياسي والحسّي في كل المناطق السورية، فالنداء موجه إليهم مجدداً للانضمام إلى الثورة والامتناع عن الدخول في هذا المشروع التدميري الذي سيقضي على ما تبقى من بشرٍ وحجرٍ في كل أنحاء سورية». وحيا «الشهيد خلدون زين الدين الذي خرق المتعارف عليه واستشهد في سبيل الحرية والعدالة والكرامة ومن اجل سورية جديدة وسجّل باستشهاده محطة مشرقة على درب التغيير، عله بذلك يكون بعث برسالة واضحة إلى كل أبناء جبل العرب بحتميّة التطور واستحالة استمرار الواقع القائم المرتكز على الظلم والاستبداد والقهر». كما حيا بشكل خاص «شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن لوقوفه الدائم إلى جانب الحق لا سيما في المحطة الأخيرة التي حصلت بالأمس في مدينة عاليه وعبّر بمشاركته مع المشايخ في صلاة الغائب عن روح الشهيد خلدون زين الدين عن قناعته برفض الظلم بصرف النظر عن بعض المواقف المتفلتة من هنا وهناك من أي ضوابط أخلاقية». وحيا مدينة عاليه «التي وقفت في الماضي مواقف بطولية مشرفة وأكدت عروبتها وعروبة الجبل وعادت وأثبتت هذا الموقف مجدداً من خلال لقاء الأمس وهذا ليس غريباً عليها وعلى موقعها ودورها. والتحية موصولة إلى جميع الذين شاركوا في مناسبة التأبين إياها».