غزة - ا ف ب، رويترز - اعلنت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» المقالة انتهاء العملية الأمنية ضد تنظيم «جند انصار الله» السلفي المتشدد في رفح جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط 28 قتيلا، من بينهم زعيم التنظيم، ونحو 130 جريحاً. وكانت الاشتباكات المسلحة، وهي الأعنف هذا العام، اندلعت بعيد اعلان زعيم التنظيم الشيخ عبد اللطيف موسى عن اقامة «امارة اسلامية» وتطبيق الشريعة الاسلامية.وبعد انتهاء العملية، اعلنت وزارة الداخلية مدينة رفح ومستشفيات قطاع غزة مناطق مغلقة امام وسائل الإعلام «حفاظاً على الأمن العام»، واحتجزت عشرات ممن يشتبه في أنهم أتباع لموسى. واضافت في بيان ان الاشتباكات المسلحة وقعت بين عناصرها الأمنية و«عناصر تكفيرية»، موضحة ان منزلا دمر إثر «انفجار داخلي وليس عملية تفجير». وذكر شهود ان الشيخ موسى قتل عندما وقع انفجار في ساعة مبكرة من صباح امس في منزل كان يتحصن فيه، من دون ان تتوافر تفاصيل اخرى. واوضح الشهود ان دوي انفجارات سمع مرات خلال الليل وفجر السبت، خصوصاً في المنطقة التي تحصنت فيها عناصر من الجماعة المتشددة قرب الحدود مع مصر. وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو لوكالة «فرانس برس» ان من اهداف هذه المجموعة «اضعاف حماس والسعي الى اضعاف الشعب الفلسطيني». واضاف ان «هذه المجموعة لم تقاوم الاحتلال ورفضت المشاركة في الدفاع عن غزة» و«قامت بقتل وارهاب المواطنين، وهي مجموعة قامت بتفجير عرس في خان يونس قبل ثلاثة اسابيع». ووصف نائب رئيس «كتلة التغيير والاصلاح» التابعة ل «حماس» في المجلس التشريعي اسماعيل الاشقر جماعة «جند انصار الله بالضلاليين التكفيريين». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس» ايهاب الغصين ان الجماعة كانت تعتزم تفجير مقاه للانترنت ومهاجمة حفلة زفاف. حصيلة الضحايا وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عدد الضحايا في الاشتباكات بلغ «24، بينهم الشيخ عبد اللطيف موسى (الملقب ابو النور المقدسي) ومساعده ابو عبد الله السوري». واوضحت ان عدد الجرحى تجاوز «130 جريحاً، بينهم عشرون في حالات حرجة، ومنهم اربعة في حال موت سريري، وجميعهم نقل الى المشافي». واشارت الى ان ستة من القتلى هم من عناصر الشرطة التابعة للحكومة المقالة، وقيادي ميداني في «كتائب القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، وطفلة من المارة. وافاد مسؤولون من «حماس» ان ثلاثة أطفال من بين القتلى، وأنحت باللائمة على «جند أنصار الله» وزعيمها. وقال سكان في رفح إن من بين القتلى في «جند أنصار الله» مقاتلين سابقين من «حماس» من بينهم عبد الله جزر الذي كان قائداً ميدانياً في الحركة. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في بيان ان عدد القتلى بلغ 28 بينهم خمسة لم تعرف هوياتهم من عناصر «جند انصار الله». وبعد ان عبر المركز الحقوقي عن استهجانه «لقيام جماعة مسلحة خارجة عن القانون بإعلان امارة اسلامية»، دان بشدة اللجوء الى وسائل العنف، مطالباً الحكومة في غزة بفتح تحقيق شامل في الأحداث الدامية. والشيخ عبد الله موسى طبيب اطفال ومدير عيادة «مركز شهداء رفح الاولية الحكومية»، وهو معروف بأنه داعية واحد الناشطين السابقين في جماعة «الكتاب والسنة السلفية» في قطاع غزة. وكان رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية نفى اول من امس ما يتردد عن وجود مسلحين أجانب من «القاعدة» في غزة، ووصفها بأنها دعاية صهيونية من اسرائيل لتحريض العالم ضد حكومة «حماس». وقال سكان في رفح ان بنات مساعد المعروف أيضاً باسم عبدالله المهاجر جاء من سورية، في حين قال مسؤول من «حماس» ان بنات كان يحمل جواز سفر سورياً، لكنه من أصل فلسطيني.