تماسكت أسواق النفط في نطاق سعري ضيق، في وقت أفاد تقرير بأن طفرة النفط الأميركية يمكن أن تعوض أي نقص في الأسواق العالمية إذا أعطبت الهجمات التي تقودها الولاياتالمتحدة حقول نفط يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. في غضون ذلك، زاد الإنتاج الليبي من النفط إلى 925 ألف برميل يومياً، واشار مسؤولون إلى أن مرسى الحريقة يعمل طبيعياً ويصدر أكثر من 120 ألف برميل يومياً. وقصفت الولاياتالمتحدة مواقع للتنظيم في سورية لليوم الثاني أول من أمس، ويمول المتشددون عملياتهم جزئياً من نحو 12 حقلاً نفطياً تقع تحت سيطرتهم في سورية والعراق كما يهيمنون على مصافٍ نفطية ويهربون النفط والوقود إلى الأسواق القريبة. ووفق التقرير الذي أصدرته السيناتور عن ولاية ألاسكا، ليزا موركوسكي، وهي أبرز عضو جمهوري في لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ، فإن «النمو التاريخي لإنتاج النفط الأميركي يمكن بسهولة أن يعوض النقص في أسواق النفط العالمية» في حال تدمير مرافئ الدولة الإسلامية. كما حضت موركوسكي وغيرها من أنصار رفع الحظر عن صادرات النفط على استخدام إمدادات النفط الأميركية للضغط على روسيا في شأن تدخلها في أوكرانيا. وليس واضحاً ما هي كمية الإنتاج النفطي الذي يهيمن عليه مقاتلو الدولة الإسلامية. وأبلغ رئيس «إدارة معلومات الطاقة الأميركية» أدام سيمينسكي، مجلس النفط في ولاية نورث داكوتا خلال اجتماعه السنوي أن الإنتاج يقل عن 100 ألف برميل يومياً. وقال «أسعار النفط الخام كانت ستصل إلى 150 دولاراً للبرميل نظراً الى تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذا لم تكن هناك زيادة في إنتاج النفط الصخري من ولايتي نورث داكوتا وتكساس في الولاياتالمتحدة». وارتفع إنتاج الخام من مكامن باكين وبيرميان وإيغل فورد إضافة إلى مكامن أصغر في أرجاء البلاد، إلى ما يزيد على أربعة ملايين برميل يومياً في السنوات العشر الماضية. ولفت المسؤول الأميركي إلى إن هذا النفط الجديد ساعد الولاياتالمتحدة على مواجهة انقطاع الإمدادات من ليبيا والعراق ودول أخرى منتجة. وأضاف «لو لم يكن لدينا النمو في نورث داكوتا وإيغل فورد وبيرميان لكان سعر النفط سيصل إلى 150 دولاراً للبرميل». ومن ليبيا، أكد ناطق باسم «المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية أن إنتاج ليبيا من النفط الخام إرتفع إلى 925 ألف برميل يومياً، من تقديرات سابقة بلغت 900 ألف برميل يومياً. كما أعلن مسؤولون أن مرسى الحريقة عاد إلى طبيعته بعد ثمانية أشهر تعطل خلالها بسبب الاحتجاجات وإنه يصدر حاليا ما يزيد على 120 ألف برميل يومياً. واستؤنف العمل في المرفأ في نيسان (أبريل) مع ثلاثة مرافئ أخرى بموجب اتفاق مع جماعة من المسلحين أنهت احتجاجاً للمطالبة بحكم ذاتي اقليمي. وقال مدير المرسى، رجب عبد الرسول، في حديث إلى وكالة «رويترز» «عاد العمل إلى طبيعته، المرسى يعمل طبيعياً (...) إنتهينا للتو من تصدير مليون برميل للصين». وأضاف «حقل السرير الجنوبي يضخ نحو 80 ألف برميل يومياً (...) انه يعمل بأقل من طاقته التي تزيد على 200 ألف برميل يومياً نظراً إلى أن مصفاة راس لانوف المرتبطة به في الشرق لم تستأنف العمل بعد منذ إنتهاء حصاره من محتجين». ويستخدم نحو 20 ألف برميل يومياً في تغذية مصفاة طبرق، وتصدر البقية وفق عبد الرسول. وأظهر أحدث بيانات من مرسى الحريقة أن المرفأ صدر في آب (أغسطس) 3.845 مليون برميل من الخام أو نحو 124 ألف برميل يومياً في المتوسط. إلى ذلك، أعلن مسؤول في قطاع الطاقة التركي أن إقليم كردستان حمّل 19 ناقلة بنحو 13.7 مليون برميل من النفط الخام منذ أيار (مايو) عبر خط أنابيب يمتد إلى ميناء جيهان التركي المطلّ على البحر المتوسط. وتابع «يواصل نفط كردستان تدفقه من دون أي مشاكل وستحمّل الناقلة العشرين في الأيام المقبلة»، لافتاً إلى أن صهاريج التخزين في ميناء جيهان تحمل الآن 445 ألف برميل من النفط. في الأسواق، تماسك سعر مزيج «برنت» قريباً من 97 دولاراً للبرميل بعد انتعاشه من أدنى مستوياته في 25 شهراً ولكن وفرة الامدادات مازالت تلقي بظلالها على السوق. ولن تعبأ السوق بأخطار تعثر الإمدادات من الشرق الأوسط وركزت في المقابل على تخمة المعروض حالياً في الأسواق. وتراجع «برنت» في عقود تشرين الثاني (نوفمبر) 19 سنتاً إلى 96.76 دولار للبرميل، والخام الأميركي الخفيف 15 سنتاً إلى 92.65 دولار للبرميل. إلى ذلك، أعلنت «إيني» الإيطالية فوزها بمناقصة وحصولها على ثلاثة تراخيص تنقيب جديدة في مصر ضمن تعزيز نشاطاتها في أفريقيا. وأشارت الى أنها ستكون المشغّل الوحيد لمنطقة امتياز مليحة الواقعة في جنوب غرب الصحراء الغربية. كما ستتولى تشغيل منطقتي الإمتياز 9 و8 قرب الحدود مع المياه الاقليمية القبرصية. ومن مصر أيضاً، أعلن مسؤول في «الهيئة المصرية العامة للبترول» أن مصر حصلت على مساعدات بترولية من السعودية بقيمة ثلاثة بلايين دولار منذ نيسان (أبريل) وحتى الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر). وأفاد بأن القيمة الإجمالية للمساعدات البترولية التي حصلت عليها مصر من السعودية منذ تموز (يوليو) 2013 وحتى ايلول 2014 بلغت خمسة بلايين دولار.