ثمة ما هو أكثر من فريد في المعرض الدولي للصيد والفروسية في أبوظبي، فالخيارات مفتوحة ومعروفة لهواة الصيد وعشاق الفروسية، وربما غير معلومة لمَن لا يمتلك المعارف حولهما، فلكل من الصيد والفروسية جمهور ومحبون يختلفون عن غيرهم في إهتماماتهم وعالمهم المدهش. وأول ما تصادف العين في هذا الحدث التراثي هو رؤية الصقور هنا وهناك، كون مهنة «الصيد بالصقور» رائجة جداً في دولة الإمارات، الأمر الذي يؤثر على كل ما من شأنه له صلة بالصيد، لأن الطبيعة الصحراوية للبلاد تحتم البحث عن سبل تسهل هذه العملية، وكذلك الفروسية التي تحتاج إلى وسائل كثيرة للقيام بها. المعرض في دورته الثانية عشرة حمل الكثير من المفاجآت والفرص، التي لم تنتهِ عند «اقتناء أحدث معدات التخييم والصيد والفروسية والرياضات الخارجية والبحرية»، أو «مشاهدة منطقة التراث لتعريف الزوار بالتراث العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال العاصمة أبوظبي»، كما هو مدون في موقع المعرض. وخلال 4 أيام، تعرف الزائرون على تراث أكثر من 40 دولة متمثلة في 600 شركة شاركت الحدث الثقافي هذا، برعاية نادي صقاري الإمارات. ولعل ما لفت الانتباه أكثر هو كثرة كلاب «السلوقي»، وهي المعروفة بكلاب الصيد عند البدو، التي ترعب بعض الزائرين، وجرى تتبع سلالتها تاريخياً بما يقارب 13 ألف سنة ومن موطنها الأصلي في شبه الجزيرة العربية. كما ساهم المعرض في نوع من الدمج بين الحاضر والماضي، ولاسيما في عرض آلة طابعة قديمة تعود إلى عام 1945، فيما احتلت «كرفانات فوريستر» جانباً كبيراً من مساحة الفعالية، وهي سيارات كبيرة على شكل منازل تحتوي على كل وسائل الحياة من غرف نوم وغرف جلوس ومطابخ وحمامات وغيرها من وسائل الحياة، تفيد في حالات الصيد الطويل الذي يستلزم النوم في البراري أياماً عدة، فضلاً عن طريقة صناعة السفن والقوارب بأدوات بسيطة، من دون أن يغيب عن المعرض الجانب الترفيهي للأطفال المتمثل في شخصيات كرتونية أدخلت البهجة إلى قلوب الأطفال والكبار. إثارة وغرابة في حين امتلأ المكان بما هو مثير ومدهش وغريب في آن واحد، مثل الكشافات بأحجامها المتعددة وشواحن الهواتف والتلفزيون ومشواة الذبائح مع أسلحة الصيد والفروسية والمناظير التكتيكية وحاويات الشحن، وليس انتهاءً ب «خواتم نُقش عليها أرجل أحصنة وحقائب من ريش الصقور وجلود حيوانات من جنوب أفريقيا ووسادات مصنعة من ريش طير النعام وجلد الغزال، وجميعها قُدّمت للمرة الأولى في هذا المعرض وصيغت للتناسب مع الأذواق والفئات المختلفة»، وفق المنظمين على المعرض. وزخر المعرض الذي استضافته أرض معرض أبوظبي الوطني، بمسابقات ك «مسابقات جمال السلوقي العربي»، و«أفضل صورة فوتوغرافية» وغيرها. ويبقى للمعرض نخبويته، وكذلك «غرائبيته» التي لم يفهم كثيرون من أدواتها إلا القليل، ما يستلزم نوعاً من التأمل والإثارة حتى نتعلم ما هي وظيفة الأشياء المعروضة أمامنا، أو بالأحرى ما هي هذه الأشياء أولاً!