انتابت مالكات مراكز نسائية في المنطقة الشرقية، «نوبة غضب»، في أعقاب إصدار أمانة المنطقة الشرقية، قراراً «سريعاً»، بإيقاف نشاط «المساج النسائي». فيما لوّحت إدارة صحة البيئة في الأمانة ب «عقوبات» على المخالفين، تصل إلى «إلغاء النشاط، وإغلاق المركز»، بحسب مالكات المشاغل اللاتي توجه بعضهن إلى مقر الأمانة، لمعرفة حيثيات القرار. واعتبر مدير إدارة صحة البيئة في الأمانة الدكتور خليفة السعد، في تصريح إلى «الحياة»، نشاط المساج النسائي «مُخالفاً، ولا يمكن أن يتم في المراكز النسائية». ونفذت «صحة البيئة»، خلال الأشهر الماضية، جولات ميدانية على مشاغل تمارس هذا النشاط، وصف عددها بأنه «لا يُستهان به. إلا أنه تناقص لاحقاً، بعد أن أبلغناهم بأن نشاطهم مخالف للأنظمة». واستدرك بالقول: «لا يزال عدد من تلك المراكز يمارس هذا النشاط المُخالف»، محذراً من أن العقوبات تتدرج «من الغرامة إلى إغلاق المنشأة، وتم إغلاق مراكز نسائية بعد تحذيرها مرات عدة». وعزا السعد، الأسباب إلى «الأضرار المترتبة على المُستفيدات، وبخاصة المصابات بأمراض القلب، والضغط، والسكري، وغيرها من الأمراض. وعندما تقوم العاملة بعمل مساج فقد لا تدرك الأضرار الصحية، ولا تراعي الحالة. فيما يفترض أن تكون تلك الأنشطة في المراكز الطبية العلاجية، فالطب ليس من اختصاص العاملات في محال التجميل. وهذه المهمة (المساج) تتطلب مختصات قادرات على مزاولة المهنة». بدورها، أوضحت رئيسة لجنة المشاغل في المنطقة الشرقية شعاع الدحيلان، في تصريح إلى «الحياة»، أن «تحديد ممارسة الأنشطة من ضمن صلاحيات إدارة صحة البيئة في الأمانة. ولا يمكن للجنة أن تتدخل في صلاحيات جهات أخرى، فدورنا توعوي، وليس رقابياً». فيما لفتت صاحبات مشاغل نسائية، إلى «أضرار عدة» ستلحق بمنشأتهن بسبب القرار الذي تزامن مع سماح البلديات بتحويل مسمى «مشاغل التجميل» إلى «مراكز نسائية»، لتضم نشاطات منوعة. إلا أن إدارة صحة البيئة «رصدت مخالفات عدة، وأضراراً بسبب ممارسة المساج داخل المراكز، لعدم توافر اختصاصيات في هذا المجال الذي يعتبر مجالاً طبياً لا يمكن التلاعب به. ولن ننتظر أن يقع الضرر لأخذ الإجراء اللازم، فنتدارك الخطر قبل وقوعه»، بحسب السعد. يُذكر أن لجنة المشاغل النسائية التابعة ل «غرفة الشرقية»، أصدرت دراسة حديثة تتعلق بواقع المشاغل ومراكز التجميل النسائية، في المنطقة. أوضحت أن «مجالات أو نشاطات عمل المشاغل النسائية في الشرقية منوّعة، وتتوزع بين الخياطة، والتجميل، والتدريب، ونشاطات عمل أخرى جاءت بأعداد أقل وهي التصوير، والكوشات، والتصميم وتنظيم الحفلات، وتغليف الهدايا، والرياضة، والحمامات المغربية، والمساج، والعناية بالبشرة، والجسم ، وخدمات منزلية، والحناء والطبخ الشعبي. وتبين أن نحو 56 في المئة تعمل في نشاط التجميل، يليها في المرتبة الثانية، بنسبة 29 في المئة، المشاغل النسائية العاملة في مجال الخياطة. فيما أن المشاغل العاملة في مجال التدريب لم تتجاوز 3.4 في المئة من مجموع المشاغل. بينما شكّلت المشاغل النسائية العاملة في مجالات أخرى غير المجالات الثلاثة السابقة ما نسبته 11.6 في المئة.