يبدو أن نجم الاتحاد نايف هزازي يستلهم في تعاطيه مع ناديه بيتاً من قصيدة لنزار قباني يقول: «لا سلطة في الحب تعلو سلطتي، فالرأي رأيي والخيار خياري»، فهكذا بدا هزازي قصته كأول لاعب سعودي يقترن بمطربة، فكان من الطبيعي أن يجذب المهاجم الشاب والفنانة الفاتنة أضواء الاعلام الرياضي أو نظيره الفني. واليوم باتت دبي (مقر إقامة بلقيس) الوجهة المعتادة لهزازي، سواء بموافقة ناديه أو رغماً عن إدارته، وبعيداً عن اقتحام الحياة الشخصية للاعب، والخوض في تفاصيلها، لا بد من التوقف امام نقاط عدة أسهمت بشكل لافت في تراجع مستوى هذا النجم الذي أبتعد أخيراً عن صفوف المنتخب السعودي بعدما كان أحد الركائز الأساسية، أهمها يتلخص في لمحة من مشوار اللاعب مع ناديه في الموسمين السابقين، بالمقارنة مع الحالي الذي شهد عجز اللاعب عن التسجيل في ال12 مشاركة التي خاضها مع ناديه، باستثناء هدف يتيم في مرمى هجر، فيما كان سجل 20 هدفاً وصنع 4 آخرين في الموسمين السابقين. الصخب الاعلامي الواسع الذي عاشه هزازي خلال مرحلة خطوبته، وتردده المستمر على مدينة دبي الاماراتية من دون إذن من ناديه سواء صادف سفره يوم إجازة أو غياباً عن التدريبات أو المباريات من أجل زوجة المستقبل بلقيس، كلها عوامل أسهمت في تدني مستوى هزازي، إضافة إلى نقاط أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها منها اندفاعه نحو العيش والاستقرار بدبي، فالمقربون منه يؤكدون نيته الرحيل لأحد أندية الدوري الاماراتي والاستقرار هناك. وفي النقاط السابقة كافة تشكل بلقيس، القاسم المشترك الوحيد، فغياب اللاعب أو سفره من دون إذن تكرر مرات عدة، كان أخرها الإجازة الأخيرة التي منحها المدير الفني للفريق الأول بنادي الاتحاد الاسباني كانيدا لجميع اللاعبين، ليتجه هزازي إلى دبي قبل أن تثبت الصور وجوده إلى جوار خطيبته، مستغلاً قدرته على التنقل بالهوية الوطنية من دون الحصول على جواز السفر الذي تحكم إدارة النادي قبضتها عليه كما هو الحال مع بقية اللاعبين، هذا ما أكده المشرف العام على الفريق الأول بنادي الاتحاد حامد البلوي، الذي قال: «فوجئنا بسفر اللاعب لمدينة دبي الاماراتية، ولم أسمح له بالسفر، هزازي استغل يوم الاجازة وسافر من دون إذن، وسيعاقب على سفره خارج المملكة، حاله حال أي لاعب بالفريق يسافر خارج الوطن من دون إذن من إدارة الفريق». المشجع السعودي بشكل عام والاتحادي بشكل خاص، يخشى أن تفقد الكرة السعودية ونادي الاتحاد مهاجماً يعد من أهم المكتسبات في السنوات الأخيرة، نظير ما يمثله من ثقل في الخطوط الأمامية، في ظل موهبته الفذة في اقتناص الكرات الهوائية التي لا يجيدها الكثير من المهاجمين. الاتحاد الذي صنع هزازي ومنحه من النجومية ما يستحق قادر على صناعة نجوم آخرين، لكن الجماهير تمني النفس أن يعود «صقرها» إلى سابق عهده مهاجماً قادراً على جندلة دفاعات الخصوم وهدافاً لا يرحم الحراس من سياطه.