كشفت أمس، رحلة كان ينظمها إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير مع مجموعة من مناصريه الى منطقة فاريا لقضاء يوم على الثلج، عن «حساسيات طائفية»، أثارت امتعاضاً عبّر عنه وزير الداخلية مروان شربل، من تصرف بعض أهالي بلدة كفرذبيان الذين اعتصموا لمنع موكب الأسير من المرور الى فاريا، بعدما أربك الأسير نفسه القوى الامنية لأنه سبق ان ألغى رحلة كان سينظمها الى فاريا الاحد المقبل وأصر بشكل مفاجئ على القيام بها أمس، في عطلة المولد النبوي الشريف. وأعاد الجيش اللبناني بعد ظهر أمس، فتح طريق كفرذبيان التي كان قطعها أبناء من البلدة منذ الصباح لمنع حافلات تقل الأسير ومناصريه باتجاه فاريا، وتسبب الامر بزحمة سير خانقة في البداية ثم تطور الى حضور أمني مكثف للجيش وقوى الامن الداخلي الذين حاولوا التفاهم مع المعتصمين للعدول عن قطع الطريق فلم يفلحوا، وبقي ركاب الحافلات في داخلها تفادياً لحصول أي احتكاك بينهم وبين المحتجين على الارض. وخاضت القوى الامنية مفاوضات شاقة مع المحتجين وشملت قوى سياسية أبرزها رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون. ولاحقاً، أكمل موكب الأسير طريقه الى فاريا، وأمّ المصلين في باحة فاريا لأداء صلاة العصر وسط انتشار امني غير مسبوق، وعاد من المنطقة بمواكبة امنية. بيان الجيش واوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان في وقت لاحق ان «على اثر إقدام عدد من الاشخاص على قطع طريق عام كفرذبيان أمام حركة المرور بالعوائق والأتربة، وحصول إشكال بين مواطنين جراء ذلك، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، وفرقت المحتشدين وفضت الإشكال وأعادت فتح الطريق». ودعت قيادة الجيش «المواطنين الى التجاوب الكامل مع إجراءات قوى الجيش، حفاظاً على السلامة العامة وحق كل مواطن في التنقل ضمن مختلف المناطق اللبنانية»، كما دعت وسائل الاعلام «الى تحمل مسؤولياتها في هذا الشأن، لجهة عدم تضخيم الإشكال، والإسهام في تهدئة النفوس وإعادة الأمور الى نصابها». وأكد الوزير شربل في تصريح، انه «يعوّل على أهالي كفرذبيان في الوقت الحرج وأهالي كسروان معروفون بمحبتهم واحترامهم للدولة»، مذكّراً «أهالي المنطقة ان مناطقهم سياحية واذا اعتبروا ما حصل بأنه استفزاز، فأعتقد انه فسر خطأ على انه استفزاز، هذه غلطة يجب ألا تتكرر، أي كان يحق له ان يذهب الى أي مكان في لبنان». وأشار الى انه «أُجريت محاولات أول من أمس، لثني الأسير عن التوجه الى المنطقة، لكنه كان يصر على انه لا يريد تحدي أحد بل على العكس كان يقصد منطقة يعتبرها آمنة وبهدف السياحة». ورفض الكلام عن «ان الأسير يقصد منطقة ذات لون طائفي معين»، قائلاً: «لم نقسم لبنان حتى نقول ان هنا لهذه الطائفة وهناك لطائفة اخرى». وأكد ان الأكثرية من أبناء كفرذبيان رفضوا ما حصل وجميع السياسيين». وكان شربل اتصل بالنائب عون الذي اكد له ان «لا غطاء من قبلنا لما يحصل في كفرذبيان، وان النائب السابق فريد هيكل الخازن يتوجه الى المكان لحل الاشكال مع الشباب الذين يمون عليهم». واتصل شربل بالخازن الذي «وعده باعادة فتح الطريق امام المواطنين». لكن الخازن كان ادلى بدوره بتصريح من المنطقة قال فيه ان «كسروان ليست منطقة سايبة لمن يريد ان يستعرض». واشار الى ان وزير الداخلية كان اكد له ان «لا سلاح مع الأسير ولا مع أنصاره، ولا إطار سياسياً لهذه الزيارة، إنما المعلومات التي كانت لدينا انه آتٍ مع مسلحيه ويريد ان يتزلج معهم بشكل إستعراضي». واستنكرت «القوات اللبنانية» في بيان «محاولة بعضهم في منطقة فقرا قطع الطريق على الشيخ الأسير وصحبه الذين كانوا بصدد زيارة المنطقة للسياحة والتزلج». واعتبرت أن «حقوق جميع اللبنانيين على اختلاف آرائهم وانتماءاتهم مقدسة، وتتناقض بقوة مع منطق قطع الطرق والتعرّض للحريات بحجج واهية». ورأى الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري انه «يحق لاي لبناني ان يتجول في اي منطقة يريدها وا حصل يؤكد ضرورة ايجاذ صيغة حقيقية للتحاور».