قال ناشطون وسكان إن قوات الجيش النظامي السوري شنت هجمات عنيفة على داريا بريف دمشق أمس في محاولة لاقتحامها، موضحين أن القصف شمل عدداً من المباني السكنية، ما أسفر عن عدد كبير من الجرحى بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة. ويقول الناشطون إن المدينة تشهد أحوالاً إنسانية صعبة جراء الحصار المفروض عليها وصعوبة إخلاء الجثث وإسعاف الجرحى. كما تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام قرب مبنى البلدية بمخيم اليرموك. وقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال فجر امس في قصف صاروخي على قرية في محافظة حلب. وأفادت الهيئة العامة للثورة أن 62 قتلوا امس بنيران قوات النظام السوري معظمهم في حلب وريف دمشق، كما تحدثت عن قصف عنيف بقذائف الهاون وراجمات الصورايخ على كفرزيتا بريف حماة. وأشارت إلى قصف هو الأعنف منذ 7 أيام استهدف منطقة اليادودة غرب درعا، فيما أفادت شبكة شام الإخبارية المعارضة عن سقوط قذيفة مدفعية على حي المعادري بحلب وقصف للطيران الحربي على حي الشيخ سعيد. بينما تحدث اتحاد التنسيقيات عن قصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على حي العسالي بالعاصمة دمشق. وأفاد ناشطون عن قتلى وجرحى جراء غارة للطيران الحربي على قرية حربنوش في ريف إدلب الشمالي. في موازاة ذلك، اتهمت المعارضة السورية النظام بإشعال «فتنة» القتال بين الإسلاميين والأكراد في منطقة رأس العين شمال سورية. وعن القصف على حلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس: «استشهد خمسة مواطنين من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وثلاثة أطفال (7 سنوات و9 سنوات و11 سنة)، وأصيب عدد آخر بجروح بعضهم في حالة خطرة إثر قصف صاروخي تعرضت له قرية أبو طلطل بريف حلب» بعد منتصف ليل الثلثاء-الاربعاء. وشهدت بعض أحياء مدينة حلب ومناطق في محافظة إدلب اشتباكات ومعارك امس. وتجدد القصف من القوات النظامية على بعض أحياء حمص، وهو اليوم الرابع من الاشتباكات العنيفة في المدينة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، وتتركز خصوصاً في حيي جوبر والسلطانية (غرب). وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الحولة والبويضة الشرقية بريف حمص، كما أفادت شبكة شام أن صواريخ النظام مدعومة بالطائرات الحربية قصفت أحياء جوبر وكفرعايا وبابا عمرو بحمص، ما أسفر عن قتلى وجرحى وتدمير عدد كبير من المراكز التجارية. وأضاف ناشطون أن حالة هلع وذعر عمت تلك الأحياء مع حركة نزوح كبيرة للأهالي إلى مناطق أكثر أمناً. وفي محافظة درعا (جنوب)، وقعت اشتباكات فجراً في مدينة بصرى الشام إثر هجوم نفذه مقاتلون معارضون «على حواجز للجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام في الحي الجنوبي والجنوبي الشرقي من المدينة»، وفق المرصد، الذي أشار أيضاً إلى مقتل احد مسلحي المعارضة. في هذا الوقت، تستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق، لا سيما في مدينة داريا التي تشهد اشتباكات وقصفاً عنيفاً. ووقعت اشتباكات ليلاً بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية على أطراف مخيم اليرموك في جنوبدمشق ترافقت مع قصف على الأحياء الجنوبية من المدينة. من جهة أخرى، قصفت قوات النظام -وفق شبكة شام- بصواريخ بعيدة المدى قرى ريف حماة منذ ساعات الصباح الباكر، ومنها مدينتا كفر زيتا واللطامنة، مستخدمة صواريخ أرض أرض، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير أحياء سكنية بأكملها. يُذكر أن تلك المدن تتعرض لقصف متواصل لليوم الخامس على التوالي في ظل ظروف معيشية صعبة. في محافظة الحسكة (شمال شرق)، تتواصل منذ أيام الاشتباكات العنيفة في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا بين مقاتلين أكراد وآخرين من مجموعات معارضة للنظام السوري. وجدد الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان اصدره امس، التعبير عن الأسف لهذه الأحداث. وجاء في البيان أن «النظام يسعى إلى إشعال الفتنة بين السوريين، ويحاول استثمارها ليسيء إلى الثورة السورية ويحرف الأنظار عن كونها ثورة شعب ضد طاغية إلى تصويرها معتديةً على المواطنين السوريين لأسباب دينية أو عرقية». ودعا أنصار «الثورة» إلى عدم مجاراة النظام في ذلك. وذكر أن اللجنة التي شكلها قبل يومين لمعالجة أحداث رأس العين «بدأت بالتواصل مع جميع القوى ووجهاء المنطقة لتجنيبها وغيرها من المناطق السورية الوقوع في فخ مخططات نظام الإجرام ومحاولته زرع صنوف الفتنة ليضمن بقاءه». وقال إن «اللجنة ستعمل على وضع أسس متفق عليها لتجنيب المنطقة أي احتكاكات». وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أول من امس 123 شخصاً، بينهم 62 مدنياً، وفق المرصد السوري.