استهدفت غارات جوية فرنسية أمس، مراكز ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بينها «موقع لقيادتها» قرب مدينة تمبكتو (شمال) التي توقع الجيش المالي سقوطها خلال شهر «في حال توافر الدعم العسكري المناسب لعملية تحرير الشمال» الذي يحتله الإسلاميون منذ نيسان (أبريل) الماضي. وتوجه مئات من المقاتلين الإسلاميين من مدينة ديابالي التي تبعد 300 كيلومتر إلى شمال غربي العاصمة باماكو، إلى تمبكتو، وكيدال المحاذية للحدود مع الجزائر، فيما تحركت قوات تشادية متمرسة في عمليات الصحراء من شمال نيامي، عاصمة النيجر، إلى حدود مالي للالتحاق بالوحدة الأفريقية التي تواصل انتشارها من أجل دعم العمليات ضد الإسلاميين. ويتوقع أن تتجه قوات من النيجر أجرت تدريبات استمرت حوالى شهر مع نظيرتها التشادية إلى مدينة غاو شمال مالي، من دون تحديد موعد عبورها الحدود. ميدانياً، نفذ جنود ماليون دوريات في ديابالي التي انسحب الجنود الفرنسيون منها «لأن لا ضرورة لبقائنا فيها» كما صرح الكولونيل الفرنسي فريديريك قائد العمليات في المنطقة. وعادت مظاهر الحياة إلى الشارع الرئيسي في ديابالي، إذ أعيد فتح المتاجر، ولعب أطفال في أرض الاستعراض التي كانت تربض فيها الآليات المدرعة للقوات المالية والفرنسية. وفي باماكو، أكد محمود ديكو، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أكبر منظمة إسلامية في مالي، أن قتال القوات الفرنسية الجماعات الإسلامية المسلحة «ليس اعتداءً على الإسلام»، مندداً ب «تشويه» دول إسلامية ومسؤولين دينيين في العالم الإسلامي أهداف التدخل، «إذ جاءت فرنسا لنجدة شعب منكوب تركته كل الدول الإسلامية لمواجهة مصيره». وكان لافتاً إعلان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أن معارضة الرئيس المصري محمد مرسي التدخل العسكري الفرنسي في مالي «يمثل أقلية في مواجهة إجماع المجتمع الدولي». وأكد أن باريس والقاهرة «تتقاسمان الأهداف والأولويات الواردة في قرارات مجلس الأمن حول ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي مالي واستقرار المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي». وفي إطار الدعم اللوجيستي الخارجي للعمليات ضد الإسلاميين، نقلت طائرتا شحن عسكريتان أميركية وكندية جنوداً فرنسيين ومعدات من قاعدة «استريس» الجوية جنوبفرنسا إلى مالي. وكشف بنجامين بنسون، الناطق باسم القيادة الأميركية في أفريقيا، أن الولاياتالمتحدة تتعاون مع فرنسا في القضايا الأمنية، لكنه لم يؤكد الاستعانة بطائرات استطلاع بلا طيار. كما أكد تييري بوركار، الناطق باسم القوات الفرنسية، نقل بريطانيا وبلجيكا والدنمارك مواد فرنسية إلى مالي. وفي بريطانيا، وضعت وحدات عسكرية في حال تأهب للانتشار في مالي، بعد تعهد رئيس الوزراء ديفيد كامرون مشاركة بلاده في المعركة ضد «تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا»، ودعوته إلى رد «يستند إلى شراكة دولية». ورجحت مصادر مساندة بريطانيا عمليات تدريب القوات الأفريقية في مالي ودعمها لوجيستياً، من دون المشاركة في القتال، لكن صحيفة «ذي صن» أفادت بأن قادة الجيش البريطاني يخططون لعرقلة مساعي كامرون، «إذ يرفضون، على غرار وزير الدفاع فيليب هاموند، إرسال وحدات من القوات الخاصة أو مقاتلات إلى مالي». وأشارت إلى أن قادة الجيش البريطاني يصرون على أن أولوياتهم تنحصر الآن بإنهاء الحرب في أفغانستان، والاستعداد للتعامل مع المشاكل في سورية وإيران، بعد خفض نفقات الدفاع.