أعلن الجيش المالي، غداة دخول جنوده وآخرين فرنسيين مدينة ديابالي التي تبعد 300 كيلومتر الى شمال غربي العاصمة باماكو، ما مهّد لعودة مظاهر الحياة اليها، ان تحرير تمبكتو وغاو، «قد لا يستغرق اكثر من شهر»، فيما تحدثت مصادر امنية عن انتقال المسلحين الاسلاميين خصوصاً الى مدينتي تمبكتو وكيدال القريبة من الحدود الجزائرية في الشمال الذي يحتلونه منذ نيسان (ابريل) الماضي. وقال الجنرال ابراهيم داهيرو دمبيلي لإذاعة فرنسا الدولية: «هدفنا هو التحرير كل شمال مالي. اذا كان الدعم مناسباً فالأمر لن يستغرق اكثر من شهر بالنسبة الى غاو وتمبكتو». ترافق ذلك مع تحرك قوات تشادية في النيجر إلى حدود مالي للانضمام الى الوحدة الأفريقية التي تنتشر تدريجياً لدعم العمليات ضد الإسلاميين. وتقدمت هذه القوات المتمرسة في عمليات الصحراء شمالاً من نيامي، عاصمة النيجر، في الطريق المؤدي إلى والام التي تبعد نحو مئة كيلومتر من الحدود مع مالي، حيث تتمركز سرية من قوات النيجر. وخاطب رئيس النيجر محمد إيسوفو جنود بلاده في قاعدة والام العسكرية قائلاً: «نتجه الى حرب فرضها علينا مهربون من كل الأطياف... حرب ظالمة يعاني منها مواطنون مسالمون في شمال مالي». واضاف: «اثق بلهفتكم لتحقيق النصر». ويتوقع ان تتقدم قوات النيجر التي انهت تدريباتها قبل شهر بالتعاون مع قوات تشاد، في اتجاه مدينة غاو. لكن لم يتضح موعد عبور الحدود. وأرسلت النيجر فعلياً فريقاً فنياً الى مالي، في اطار كتيبة من 544 جندياً رافقها ستة ضباط اتصال الفرنسيين. وأمس، نفذ جنود ماليون دوريات في شوارع ديابالي، وذلك بعد انسحاب الجنود الفرنسيون من المدينة «لأن لا ضرورة لبقائنا فيها» كما صرح الكولونيل الفرنسي فريديريك قائد العمليات في المنطقة، ما يعكس تردد الجيش الفرنسي في التمركز في المدن التي تستعاد من ايدي الاسلاميين، وتفضيل تركها في ايدي الجيش المالي. وكان رتل من ثلاثين آلية مدرعة اقلت حوالى 200 جندي مالي وفرنسي دخل ديابالي اول من امس، من دون مواجهة مقاومة وسط تصفيق السكان الذين رددوا «لتحيا فرنسا». في غضون ذلك، اعلن بنجامين بنسون، الناطق باسم القيادة الأميركية في افريقيا أمس، ان الولاياتالمتحدة وكندا باشرتا نقل جنود فرنسيين ومعدات إلى مالي، في إطار دعم لوجستي لعمليات قتال الإسلاميين شمال البلاد. وقال بنسون: «اقلعت طائرتا نقل عسكريتين اميركية وكندية من طراز سي - 17 من قاعدة استريس الجوية جنوبفرنسا، وستتواصل عمليات الشحن خلال اليومين المقبلين لتلبية احتياجات الفرنسيين من مواد عسكرية». وأشار بنسون الى ان الولاياتالمتحدة تتعاون في القضايا الأمنية مع فرنسا التي تشن منذ 11 الشهر الجاري، بطلب من حكومة مالي، حملة عسكرية على المقاتلين الإسلاميين، وسط مخاوف من تحول مالي الى نقطة لانطلاق هجمات دولية. لكنه رفض تأكيد الاستعانة بطائرات استطلاع بلا طيار. وصرح طيار كندي قبل المغادرة الى باماكو: «لن تنفذ القوات الكندية عمليات مباشرة، وستكتفي بتقديم دعم لوجستي»، ما يعكس عدم رغبة اوتاوا في التدخل عسكرياً، بعد انتهاء مهمتها التي استمرت خمس سنوات في افغانستان عام 2011، وشهدت مقتل 158 من جنودها. وفيما اكد تييري بوركار، الناطق باسم القوات الفرنسية، نقل بريطانيا وبلجيكا والدنمارك مواد فرنسية الى مالي، افادت صحيفة «تايمز» ان وحدات بريطانية وُضعت في حال تأهب للانتشار في مالي، في اطار عملية لمكافحة الإرهاب، بعد تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اشراك بلاده في المعركة ضد «تنظيم القاعدة في شمال افريقيا»، داعياً الى رد «يستند إلى شراكة دولية». وأوضحت الصحيفة ان وحدات من القوات البرية وسلاحي الجو والبحرية الجوية البريطانية ستنتشر لدى طلب فرنسا مساندة تدخلها العسكري في مالي، مشيرة الى ان المقر الدائم المشترك الذي يدير العمليات العسكرية البريطانية سيضع قبل نهاية الأسبوع اللمسات الأخيرة لأي خطط طوارئ مستقبلية للانتشار في مالي. ورجحت الصحيفة احتمال ان تشمل العملية قدراً أكبر من التدريب والدعم للقوات الأفريقية في مالي، ونقلت عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إنها «لم تضع أي خطط لنشر قوات مشاة في مالي بدور قتالي».