أكد محللون أن المواطن العربي يعيش تحت خط الفقر، مشيرين إلى أن كثيراً من متطلباته وحاجاته اليومية يتم استيرادها من الخارج. وأوضح المحلل السياسي المصري الدكتور محمود العجمي، أن «الإنسان العربي بشكل عام يعيش في مستوى اقتصادي متدن، وغير قادر على التعايش مع موجة الغلاء العالمي التي تجتاح المنطقة». وأضاف العجمي في حديثه إلى «الحياة»، أن «الدول العربية تستورد كل حاجاتها ومتطلباتها من الخارج، مع أنها مورد رئيس للطاقة في العالم». وانتقد المحلل المصري تركيز الحكومات العربية على القضايا السياسية، من دون اهتمام يذكر بالملفات الاقتصادية، مطالباً بأن يكون الإنسان العربي جزءاً من الاهتمام، «فهو المصب الأخير لهذه النقاشات، ولأجله تقوم الثورات والنزاعات». معبراً عن رؤيته في ما تذهب إليه بعض الحكومات من أن «الأمن يجلب الرخاء» قائلاً: «إن الفقر رأس كل بلاء، فالإنسان الفقير يفعل أي شيء للحصول على لقمة العيش، وحينها تذوب أمامه كل التحديات السياسية والاقتصادية، ويهدم عامداً أسس وقواعد الجمهورية الفاضلة، ويصبح همّه الوحيد كسب المال بأي أسلوب، غير قانع بأي مبررات تحجبه عن تحقيق هذا الهدف». إلى ذلك، رأى المحلل السياسي الفلسطيني عادل الزعنون، أن المعاناة الاقتصادية «قضية إقليمية»، مؤكداً أن قطاع غزة خسر الكثير أمام الحصار الإسرائيلي، وما كان ليستمر في الوفاء بتعهداته التنموية لولا الدعم العربي، والالتفاف الاجتماعي حول كينونة القطاع. ولفت إلي أن الحال الفلسطينية «استثنائية»، لها تبعاتها على العالم العربي، بحكم أنها أخذت فترة أطول من دون الوصول إلى الحل الجذري لها، إضافة إلى عدم وجود مداخيل لهذه الدولة الفلسطينية إلا ما يأتيها عبر الرسوم، ما يجعلها ورقة ضغط في يد إسرائيل، بحيث تصرفها أو تجمدها، بحسب رغبتها وخدمة أهدافها. وأكد الزعنون أن الحل في مساعدة الإنسان العربي البسيط، سواء في مزرعته أم معمله أم شركته الصغيرة، لتحقيق ما يصبو إليه، لأن الفائدة المرجوة من وراء ذلك ستحقق الأسس، التي تتطلع لها النخب القيادية لتحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة.