وسط تصعيد لافت في مستوى القصف الجوي في سورية في مناطق ريف دمشق وحلب ودرعا ودير الزور وحمص، وصل قرابة ستة آلاف لاجىء سوري في الساعات ال 24 الماضية الى الاردن معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ. فيما نزح المئات إلى المناطق الحدودية مع تركيا ولبنان. وزاد الوضع الانساني تعقيداً التدهور البالغ في حالة الطقس والانخفاض الكبير في درجات الحرارة. وذكرت وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان «قوات حرس الحدود استقبلت خلال ال 24 ساعة الماضية 5893 لاجئاً سورياً معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ عبروا الى المملكة من عدة نقاط حدودية». وكان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية صرح اول من امس ان قوات حرس الحدود استقبلت خلال الايام الخمسة الماضية 8221 لاجئاً سورياً. وبذلك اصبح عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم المملكة خلال الأيام الستة الماضية 14114 لاجئاً. ويستضيف الاردن الذي يشترك مع سورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً، اكثر من 300 الف لاجىء سوري منهم اكثر من سبعين ألفاً في مخيم الزعتري. إلى ذلك، وزعت الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين أول من أمس، 14 شاحنة من المساعدات العاجلة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمال الأردن. وأوضح مدير التنسيق والمتابعة في الحملة يوسف الرحمة، وفق وكالة الأنباء السعودية، أن المساعدات تضمنت: 4 آلاف سلة غذائية، و 7200 بطانية، و4 آلاف حصير من القماش، إضافة إلى 3 آلاف كيس نوم، وسيتم توزيعها على المخيمات مع مراعاة الأسر التي وصلت أخيراً إلى المخيم، مشيراً إلى أنه استفاد من هذه المساعدات أكثر من 20 ألف أسرة لاجئة، مضيفاً أنه سيتم خلال اليومين المقبلين توزيع وسائل تدفئة في المخيم. وبحسب المفوضية فان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المملكة منذ بدء الازمة في سورية قبل نحو عامين بلغ 176 ألفاً. وإضافة إلى اللاجئين إلى دول الجوار، تتخوف الاممالمتحدة على ما لا يقل عن مليون ونصف مليون شخص عالقين في الداخل السوري وسط اوضاع انسانية صعبة ونقص حاد في المواد الغذائية والادوية. واعلنت بعثة انسانية تابعة للمنظمة الدولية زارت محافظة حمص في وسط سورية اول من امس انها ستبدأ عملية انسانية كبيرة في البلاد حيث اوقع النزاع المستمر منذ 22 شهراً عشرات آلاف القتلى ودمر البنى التحتية. وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة جون جينغ ل «فرانس برس»: «في سورية، يجب القيام بعملية انسانية كبيرة، هذا ما ينتظره السكان من المهمة التي نقوم بها». ويرأس جينغ بعثة من مسؤولين كبار في ثماني وكالات تابعة للامم المتحدة زارت منذ وصولها الجمعة إضافة الى حمص، محافظة درعا (جنوب). وفي حمص، تفقدت البعثة مدينة تلبيسة المحاصرة من القوات النظامية منذ أشهر. وقال جينغ: «لم نأت الى هنا لنعبر عن تعاطفنا، او عاطفتنا، او تضامننا. نحن هنا من اجل العمل، لا من اجل الكلام، وسيحكم السوريون على ذلك. هذا هو رهاننا». وقال الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي في نيويورك ان افراد البعثة الدولية التقوا «اشخاصاً كانوا يحتاجون بإلحاح الى المواد الغذائية والعناية الطبية ومياه الشفة، وخصوصاً اطفالاً». واضاف ان رئيس البعثة «شدد على ان الحاجات الانسانية هائلة وانه ينبغي فوراً إيجاد السبل لزيادة حجم عمليات» الاغاثة في سورية. وخلال جولة جينغ على بعض مناطق محافظة حمص حيث كانت تسمع اصوات الانفجارات، عبّر محافظ حمص أحمد منير محمد الذي التقى المسؤول الدولي، عن أسفه لتأخر تحرك الاممالمتحدة، الا انه قال ان بلاده سعيدة لاستقبال البعثة رغم ذلك، معتبراً ان سبب التأخير «سياسي». وفي مخيم فلسطين في مدينة حمص الذي زارته البعثة، تعبّر أم محمد عن غضبها «سمعنا عن مساعدات، لكننا لم نر شيئاً، ولم نحصل على شيء باستثناء رز فاسد». وتتابع: «منذ ثلاثة أو أربعة اشهر، ليست هناك نقطة مازوت او كهرباء، او ادوية». في تلبيسة، كتب سكان على احدى السيارات باللغة الانكليزية «الاممالمتحدة تساوي صفراً».