الناس إذا أرادوا وصف شيء أو حتى وصف شخص بالسوء، ربطوه مع إبليس بحبل متين. لا غرابة في ذلك، فإبليس من منابع الزيغ والفساد. أعوذ بالله تعالى من إبليس و«بلبس»، وهذا الأخير لا أعلم هل هو مفرد، أم جمع يقصد به صغار عيال إبليس، ممن لم يحترفوا الصنعة بعد؟ لكنها تأتي عادة «بكج» لدى البعض عند الاستعاذة، وإبليس عندنا له حصان، وهي حشرة تسمى حصان إبليس، ولا أعرف سبب التسمية، قد يكون شكلها الغريب. في مقابل عمتنا النخلة المباركة، التي وردت في القرآن الكريم، وأمرنا بإكرامها المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم، سمّاها عمتنا، وهي عمة حنون صابرة معطاء. هناك نخلة من نخيل الزينة يطلق عليها البعض نخلة «إبليس»، والاسم شعبي، وقد يكون منتشراً في منطقة دون أخرى. المهم أنها إشارة إلى عدم فائدة هذه «النخلة» غير المثمرة، فالنخلة تعني العطاء. نخلة إبليس نوع من «نخيل الزينة»، ومعروفة باسم «الوشنطونيا»، انتشرت وتنتشر، ورأيت في شوارع الرياض قطعاً للنخيل المثمر وغرساً لنخلة إبليس، تجاوز الأمر الأحياء السكنية إلى الميادين، وهي كما علمت تستهلك مياهاً وتحتاج إلى عناية وتشذيب مستمرين، وإذا لم يُعتن بها فتتجمع كومة قمامة من العسبان الصدئة في رؤوسها، كأنها «كدش» الأشجار! وأخبرني بعض أهل «البزنس» أن شتلاتها مربحة، تقوم عمالة باستئجار أراض زراعية، تزرع الشتلات وتبيعها، والطلب مرتفع، وتُسأل البلديات عن هذا! نخلة إبليس تشبه شجرة «الدوم» الشهيرة إن لم تكن هي لكن بجنسية أجنبية!، ربما شجر «الحي» لا يطرب أيضاً. رأيت منذ أعوام على شاطئ «قيال» في الشمال الغربي قرب تبوك، عدداً كبيراً من «الدوم» أشبه بغابة صغيرة، ولا أدعو إلى اجتثاث نخلة إبليس، لكن أطالب بعدم الإفراط والإحلال الذي «يحصد» بسرعة، وكأن لا أشجار أخرى للزينة هناك، أجمل وأكثر اخضراراً، جربت ونجحت، ثم إن لثمار النخيل المثمر في الشوارع فوائد حتى ولو لم تُخرف، أقلها أن يأكل الطير منها، وأكبادها رطبة. www.asuwayed.com asuwayed@