معالم سياحية وأحياء تاريخية متعددة في العاصمة الرومانية بوخارست صمدت في وجه الزلازل وجرافات الديكتاتور السابق نيكولاي تشاوشيسشكو، لكنها باتت اليوم في خطر، بحسب ما أكدت هذا الاسبوع عدة منظمات غير حكومية. وصرح المسؤولون في هذه المنظمات التي تضم منظمة "انقذوا بوخارست" و"برو.دو.مو" "بات من الملح إنقاذ التراث" في العاصمة الرومانية التي تشهد مضاربات عقارية كثيفة تكون في أغلب الاحيان مدعومة من السلطات، ولا سيما السلطات البلدية في بوخارست. وقالت روكسانا ورينغ مديرة منظمة "برو.دو.مو" غير الحكومية المعنية بالدفاع عن المعالم السياحية خلال عرض تقرير قاطع جديد "شهدنا خلال السنوات الأخيرة تدميرا مكثفا للنسيج التاريخي والثقافي في بوخارست". وفي أغلب الاحيان، تتمتع عمليات التدمير برخص من السلطات، ولا سيما السلطات البلدية في بوخارست المتهمة منذ سنوات بتضارب مصالحها مع بعض الوكلاء. وأكد نيكوسور دان وهو عالم رياضيات اشتهر بمكافحته المتواصلة لعمليات التدمير غير الشرعية للمتنزهات والمعالم السياحية أن "عمليات التدمير هذه هي أسوأ من تلك التي جرت في عهد تشاوشيسشكو". وقد هدم الديكتاتور الروماني ربع الاحياء التاريخية ليشيد قصرا له، ومع أن البلدان الاخرى تنظر الى بوخارست على انها مدينة تضم مبان شاحبة شيوعية الطراز، غير ان المدينة تزخر بكنوز معمارية عدة، من القصور المشيدة وفق التصاميم المعمارية البيزنطية وتلك التي تعود لعصر النهضة الى المتنزهات وساحات الاسواق التي صممت في القرن التاسع عشر. وتعد هذه التصاميم معالم تاريخية، غير أنها تترك مهملة في أغلب الاحيان ثم تدمر لتحل محلها مبان تافهة، بحسب ما جاء في التقرير الذي نشر هذا الاسبوع. وباتت إحدى ساحات السوق الشهيرة المعروفة ب "هالا ماتاش" مهملة حاليا، بعد أن كانت على وشك أن تدمر، بناء على طلب رئيس بلدية بوخارست سورين أوبرسكو (يسار وسط) الذي أراد تشييد أربع جادات محلها. وقد دمرت عدة منازل تاريخية بين ليلة وضحاها لتنفيذ هذا المشروع وأخلي السكان المتواضعو الحال من بيوتهم. وتكلم المؤرخ أندراي بيبيدي عن "جريمة قتل ثقافية" تحدث في قلب العاصمة الرومانية. ولفتت روكسانا ورينغ إلى أنه "إذ أردنا أن نجعل من بوخارست مدينة تستقطب السياح، ينبغي علينا الحفاظ على المناطق التي تكتسي طابعا خاصا، فالسياح لا يرغبون في رؤية المباني الزجاجية التي يرونها في جميع أنحاء العالم".