أحيت بوخارست أمس الأحد الذكرى ال 550 لتأسيسها وسط رغبة بحماية تراثها المعماري المهدد بعدما شوهتها حواجز الاسمنت في الحقبة الشيوعية ثم الابراج المبنية من الحديد والزجاج على الطريقة الغربية. وقال وزير الثقافة الروماني تيودور باليولوغو الخميس ان "اولويتنا هي ترميم المباني التاريخية وقطع الطريق على الذين يريدون تدمير العاصمة". واضاف ان "هناك عودة للوعي" لدى الرومانيين الذين يدركون ان حماية التراث تشكل "مسألة حياة او موت" لهذه المدينة التي تضم مليوني نسمة. وقد تخلى نيكوسور دان عن عمله في الرياضيات ليؤسس جمعية "انقذوا بوخارست" التي قامت بتحركات قضائية خصوصا لتصحيح "المخالفات" التي قامت بها السلطات المحلية. وقال "كنت اشعر ان هويتي تتعرض للاعتداء"، معددا المباني الاثرية المهمة التي اهملت او دمرت بدون اي تصريح، من اجل اقامة مبان من عدة طوابق تكسر الانسجام في احد اركان المدينة الهادئة. واضاف ان "بوخارست تضم حوالى عشرين الف منزل بنيت مطلع القرن العشرين تشكل الجانب الاساسي في جاذبيتها، مهددة بالتدمير في غياب اي قانون يحميها". ويذكر عدد من هذه الفيلات المزينة بالحديد والنحت، باوج مدرسة "الفن الجديد" (آر نوفو). وتشكل الثغرات في القوانين والبيروقراطية والفساد مزيجا قاتلا لهذه المدينة التي كان تسمى في الماضي "باريس البلقان" وتحمل الى اليوم بصمات مهندسين معماريين فرنسيين ساهموا في ازدهارها في نهاية القرن التاسع عشر. وقال دان معبرا عن سروره ان "انتصارنا الاكبر هو تعديل القانون المتعلق بالتخطيط المديني الذي يحظر بناء مبان تغير طابع شارع او حي". واكد المهندس المعماري شيتفان مانشيليسكو الذي هاجر الى فرنسا في الثمانينيات ان "اعمال التدمير الني وقعت منذ 1990 اخطر بكثير من تلك التي سجلت خلال الحقبة الشيوعية كلها". واضاف مانشيليسكو الذي يترأس لجنة التراث التي انشأها في 2008 الرئيس ترايان باسيسكو "هناك هوة كبيرة بين الخطاب الرسمي وما يجري على الارض. من شهر الى آخر نلاحظ ان ثلاثة او اربعة منازل ازيلت". وبينما يتحرك عدد متزايد من الشباب من اجل هذه القضية، ذهب المهندس المعماري تودور فرولو الى ابعد من مجرد كونه ناشطا، ليقوم بالاستثمار في ترميم مبنى رمزي في بوخارست كان من المقرر هدمه. وقد تم تحويل بورصة السلع المبنى الكبير المبني من الآجر في 1898، الى "دار للصناعات الابداعية"، وساهم بذلك "راهوفا" احد اقدم احياء بوخارست. وقال فرولو ان "هذه المدينة يجب الا تكون بعد اليوم (باريس الصغيرة) لتصبح (بوخارست الكبيرة) وهي تملك الامكانية لتحقيق ذلك". واضاف ان العاصمة الرومانية ما زالت قادرة على ان تستعيد طابعها "بفضل الازمة الاقتصادية التي اوقفت انتعاش قطاع العقارات".