حذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، من «تطرّف مناخي» تشهده المملكة والعالم، إلا أنها نفت صحة ما يُشاع حول تسجيل مناطق سعودية خلال الأسبوعين الماضيين، درجات حرارة مُنخفضة، لم يتم رصدها قبل نحو عقدين ماضيين. وعلى رغم إقرارها أن الموجة التي ضربت المملكة أخيراً، هي «أقوى الموجات في فصل الشتاء الحالي»، إلا أنها أوضحت أن المملكة «ما زالت مُهيأة للتأثر بكتل هوائية باردة، وموجات تُساهم في انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ». وقال المتحدث باسم «الأرصاد» الدكتور حسين القحطاني، في تصريح إلى «الحياة»: «إن أكثر المناطق المتأثرة هي الشمالية، لكون معظم التأثيرات تأتي من الشمال»، مضيفاً أن «الموجة التي ضربت المملكة أخيراً، هي أقوى الموجات في فصل الشتاء الحالي. إلا أننا ما زلنا في الربع الأول منها، وبدأت في 21 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتنتهي في 21 آذار (مارس) المقبل». وأشار القحطاني، إلى أن العالم يمر ب»تطرف مناخي»، عزاه إلى «الدورات المناخية، التي ساهمت في حالات من الجفاف، وتكرار الفيضانات، وتقلبات درجات الحرارة المختلفة»، نافياً صحة ما يُثار حول تسجيل المملكة خلال الأسبوعين الماضيين درجات حرارة مُنخفضة، لم تُرصد خلال العقدين الماضيين»، وذلك بعد أن شهدت بعض المناطق «هبوطاً ملحوظاً» في درجات الحرارة، مشيراً إلى أن «حائل سجلت 10 درجات مئوية تحت الصفر، في العام 2007. فيما سجلت بريدة 8 درجات تحت الصفر في العام 2008. وهو ما ينفي ما تردد من أن ما سجلته المملكة في الأسبوعين الماضيين لم يسبق تسجيله». ولفت إلى أن منظمة الأرصاد العالمية سجلت حدوث «تطرف مناخي»، في منطقة الخليج العربي، حين «وضعت جدةوالدوحة كأعلى مدينتين عالميتين، سجلتا أعلى درجات حرارة عالمياً في العام 2010، بعد أن سجلت جدة 53 مئوية. فيما كانت في الدوحة 51.5 درجة مئوية، في فصل الصيف»، مبيناً أن «خبراء الأرصاد يعزون ذلك إلى التطرف المناخي، بسبب الدورات المناخية التي تمر على العالم». وأشار إلى اهتمام «الأرصاد» بهذه «التطرفات المناخية». وأضاف أنه «على رغم كمية الأمطار التي هطلت على المملكة خلال العام الماضي كانت أعلى من الأعوام السابقة، إلا أن الرئاسة، ومن خلال التقارير العالمية، أعلنت أن المملكة والعالم يمر بموجة جفاف قاسية. ودعت الجهات المختصة لعمل استراتيجية لمكافحة أضرار الجفاف». ونفى القحطاني، ما تردد في وسائل إعلامية، من أن «الأرصاد» تفكك السُّحب في بعض المناطق. وأكد أنه «لا صحة لهذه المعلومة، وهي مُستحيلة، محلياً وعالمياً»، موضحاً أن «معظم التجارب التي أجريت عالمياً تصبُّ في عملية إمطار السُّحب، وليس تفكيكها، وما يسمى علمياً ب «فيزياء السُّحب»، وهو مشروع عالمي، طبقته المملكة. ويهدف إلى تكثيف السحب واستحلابها». وأشار إلى أن القدرة على تفكيك السحب «مُستحيلة علمياً. وإلا لكانت الكثير من الدول استفادت منها، خصوصاً الدول التي تتعرض إلى أعاصير مدارية، وآخرها كان إعصار «ساندي». ولفت إلى أن العالم يمر بتغيرات مناخية، «ولا بد من العمل على تخفيف المسببات، سواء في الأرصاد أو البيئة». وأشار إلى أن «الرئاسة» تقدم الملامح المناخية عن أي فصل للفصول، وتعتمد على جمع المعلومات، التي يصل عمرها إلى 40 سنة. وتوضح من خلالها أهم المعايير ومعدل درجات الحرارة السابقة. وتقوم بتجميع المعلومات السابقة، وليس توقعات مستقبلية». كما أشار إلى عدم إمكان التنبوء بدقة لأحداث مناخية تقع في المستقبل البعيد». بدوره، قال الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، ل «الحياة»: «إن التغييرات المناخية تحدث في فترات زمنية طويلة. وليس بين سنة وأخرى»، عازياً معظم التغيرات المناخية الحالية إلى «التصرفات البشرية، نتيجة انبعاث الغازات من المصانع وعوادم السيارات، ما ساهم في زيادة الاحتباس الحراري». وقال آل رمضان: «إن فصل الشتاء في المملكة هذا العام، يميل إلى الرطوبة، قياساً إلى فصل الشتاء في السنة الماضية، على رغم هجمة البرد المقبلة من سيبريا، التي اجتاحت مناطق شمال ووسط وشرق المملكة»، موضحاً أن «الشتاء قياساً بالسنوات الماضية، ليس بارداً، بل هو رطب، وبخاصة في المناطق الساحلية، ويتسم بالجفاف في الداخلية». وحول دور العواصف الشمسية، وتأثيرها على الأرض، ما يساهم في إحداث عواصف وكوارث طبيعية غير معهودة، قال: «إن العواصف الشمسية ليس لها تأثير على الكرة الأرضية. لكنها تؤثر على الأقمار الاصطناعية والاتصالات. إلا أن تأثيرها معدوم على المناخ، والفيضانات، وتغيرات درجة الحرارة».