طالب أولياء أمور وزارة التربية والتعليم بالتدخل لمعالجة مشكلات طلبات مدارس البنات المتعلقة بمواد التنظيف. وأوضحوا في حديث إلى «الحياة» أنه يجب على الوزارة عقب انتهاء الإجازة الفصلية، عمل جولات تفتيشية لمنع المعلمات من إلزام الطالبات بشراء مواد التنظيف أو غيرها. واعتاد الكثير من أولياء أمور الطالبات على توافد طلبات المدارس الحكومية المختلفة من وسائل تعليمية، أدوات، وخامات تخدم الطالبات، والتي تصل إلى درجة التذمر من توفير هذه الطلبات لدى غالبيتهم، فيما يرى البعض الآخر أن المدارس الحكومية تفتقر لتوفير مثل هذه الوسائل وتعتمد كلياً على موازنة أولياء أمور الطالبات، مما يدفعهم إلى توفيرها لمصلحة بناتهم. إلا أن طلب شراء مواد تنظيف لتنظيف المدرسة من مدرسة غير حكومية يثير الدهشة والغرابة، فعلى رغم الرسوم التي يدفعها أولياء أمور الطالبات، إضافة إلى أن توفيرها من اختصاص المدرسة سواء حكومية كانت أم أهلية، إلا أنها تطالب الطالبات بتوفيرها كنوع من النشاط المدرسي. وأرفقت إحدى المدارس الأهلية في جدة (تحتفظ «الحياة» باسمها) خطاباًً مع طالباتها (حصلت «الحياة» على نسخة منه) تطالب فيه بإحضار مواد تنظيف، مريلات، ومناشف لتنظيف المدرسة من الطالبات في اليوم التالي، الأمر الذي فاجأ أمهات الطالبات ودفعهن إلى تغييب بناتهن عن المدرسة. واستغربت والدة الطالبة منيرة محمد من هذا الإجراء كون المدرسة أهلية وربحية والقائمين عليها رفعوا رسوم الدراسة هذا العام، فيما يتسائل أبو خالد (ولي أمر) عن أسباب طلب شراء مستلزمات المدرسة وتأمين أدوات نظافة من الطالبات. من جهتها أكدت مساعدة مديرة المدرسة الأهلية أماني الغامدي ل«الحياة» أنه تم إرسال خطابات لأهالي الطالبات لتأمين مستلزمات النظافة حتى يتسنى لبناتهم المشاركة والإسهام في برنامج النظافة، وقالت إن ذلك يعد نشاطاً، وعلى الطالبات المشاركة والإسهام فيه، ولا يمكن للمدرسة أن توفر هذه الأدوات». وحول وضع المدرسة المالي، بين محاسب المدرسة أحمد إبراهيم أن المدرسة لا تعاني من أي أزمات مادية، ويتم تسلم الأقساط من أهالي الطالبات في الوقت المحدد. من جانبها، أشارت مديرة إدارة الإشراف التربوي في جدة فايزة عون ل «الحياة»: إلى أنه لا يحق لأي مدرسة أن تفرض على طالباتها شراء أدوات التنظيف، أو ملابس التنظيف، أو المناشف. وأوضحت أنه سيتم إجراء لفت نظر لأي مدرسة في حال حدوث هذا التجاوز، وفي حال عدم التجاوب، يتم رفع شكوى لإدارة التربية والتعليم لاتخاذ الإجراء المناسب لإدارة هذه المدرسة. وقالت إن برنامج النظافة لا ينص على أن تقوم الطالبة بتنظيف المدرسة بشكل عام، وإنما يدعوها إلى نظافة ممتلكاتها الخاصة في المدرسة من طاولة وكرسي وأماكن تناول الطعام، كون أن نظافة المجتمع تبدأ بنظافة الفرد، وهذا ما يهدف إليه البرنامج. بدورها، أوضحت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد في جدة حياة المطوع أن النظافة مطلب أساسي للجميع وهو سلوك إيجابي، ولكن الطريقة التي يطلب بها في الغالب تكون غير صحيحة، إذ إنه عمل يتشارك فيه الجميع دون فرض أو اتخاذه كعقوبة حتى لا يعود بنتائج سلبية.