اعتبر رئيس تحرير صحيفة الشرق الزميل قينان الغامدي، بأن قانون الجرائم المعلوماتية «حبر على ورق»، منتقداً ضعف تواصل المسؤولين السعوديين مع المؤثرين في الإعلام، ونافياً وجود إعلام محايد سواء في المملكة أم خارجها. وقال خلال المحاضرة التي نظّمها فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الجوف عن الإعلام الجديد، ضمن فعاليات مهرجان الزيتون السادس، وأدارها نواف الراشد مساء أول من أمس في دار الجوف للعلوم: «يبدو أن قانون الجرائم المعلوماتية مجرد حبر على ورق، إذ إنني حتى الآن لا أعرف مصير الشكوى التي قدّمتها مسبقاً ضدّ أحد المنتحلين لاسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وعلى المستوى الإعلامي لا أجد أن دور وتأثير الصحافة المطبوعة تقلّص، فوسائل الإعلام الجديدة لم تلغ القديمة، كما أنه لا توجد صحيفة إلكترونية تنطبق عليها معايير الإعلام المهنية، إذ إنها تنشر في أحيان كثيرة إشاعات لتسجيل السبق الصحافي، وأعتقد أن التجاوزات التي تحدث في المواقع الإلكترونية ستُضبط خلال العامين المقبلين، وبكل الأحوال فإن الصحف المطبوعة بإمكانها مسايرة التقدّم التقني، فالصحيفة الناجحة ورقياً هي ناجحة إلكترونياً بالضرورة»، لافتاً إلى أن ما يهمّه هو متابعة صحيفته سواء الورقية أم الإلكترونية. وانتقد جودة مخرجات كليات وأقسام الإعلام في السعودية، مشيراً إلى أن 95 في المئة من خريجيها موظفو علاقات عامة، والنسبة القليلة الباقية صحافيون مهنيون، مطالباً بإعداد بعثات خاصة للإعلاميين، وإقامة دورات لهم، والعمل على إيجاد معاهد إعلامية احترافية محليّة، مبيّناً أن السعودية لا توجد بها معاهد متمكنة لتأهيل وتدريب الصحافيين. وحول التنظيمات الحركية الناشطة في السعودية، قال: «من الجيد أن تتقدم وتتطور الدول العربية، شرط ألا يكون ذلك على حساب الوطن، ومواضيع التنظيمات الحركية التي تناولتها الصحيفة أخيراً، مأخوذة من بعض المصادر التي عملت في تلك التنظيمات خلال فترة سابقة، وبعضهم ألّفوا كتباً عن تجاربهم تلك، والهدف من تناولها في «الشرق» هو توعية الجمهور». وشدّد الغامدي على ضرورة تفعيل تواصل المسؤولين السعوديين مع المؤثرين في الإعلام، مستشهداً بتجربة وسائل الإعلام الأميركية، التي يجتمع المؤثرين من العاملين فيها مع الرئيس الأميركي أسبوعياً، لإطلاعهم على الخطوط العريضة للسياسة الأميركية، معتبراً أن من شأن تلك الاجتماعات بلورة رؤية واضحة تجاه القضايا التي تهمّ الوطن، مضيفاً: «لا يوجد إعلام محايد في المملكة أو خارجها، حتى في أميركا، فوسائل الإعلام الأميركية تتبنّى الخطاب الرسمي للدولة حين يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية». وطالب بإيجاد صفحات تخصصية في الصحف المحلية، لافتاً إلى أن السعودية أكبر دولة منتجة للنفط، وعلى رغم ذلك لا توجد صفحات خاصة بالنفط، «لدرجة أن الصحف السعودية تأخذ المعلومات عن النفط السعودي من وكالات الأنباء العالمية».