نامت البحرين هادئة ليلة أول من أمس بعد أن خسر منتخبها الأول لقاءه المهم أمام نظيره المنتخب العراقي بركلات الترجيح، ذاك المشجع البحريني البسيط الذي ظل ينتظر تحقيق هذا اللقب، الذي طالما كان عصياً على منتخب بلاده، لم يجد الفرح في دورة الخليج الحالية، بعد أن كان محمد حسين ورفاقه على بعد خطوة واحدة فقط من الوصول إلى المباراة الختامية وخطف الذهب الذي أصبح حلماً يراود البحرينيين طوال 43 عاماً. دموع الحسرة كانت العنوان الأبرز ليلة أول من أمس لكل بحريني حضر في وقت باكر لمدرجات الإستاد الوطني لمساندة منتخب بلاده، وخسر بركلات الحظ التي عاندتهم ليس في هذه البطولة فحسب، معظم أهالي البحرين لم يعرفوا النوم ليلة اللقاء، كيف يغمضون أعينهم وهم ينتظرون زفَّ منتخب بلادهم إلى المباراة النهائية، واللهفة لمعانقة الحلم، جاؤوا قبل بداية المباراة الأولى التي جمعت الإمارات والكويت، وانتظروا كثيراً وشجعوا طوال ال120 دقيقة بكل حرارة، وتفننوا في التغنّي بأحلى الأهازيج التي تبث الحماسة داخل نفوس اللاعبين، ووجدوا مساندة وتعاطفاً منقطع النظير من الخليجيين الذين وقفوا جنباً إلى جنب مع الجماهير البحرينية وتعاطفوا مع منتخبهم، ولم يحبط هدف المهاجم العراقي يونس محمود الذي جاء في وقت باكر من المباراة، كل الجماهير التي شجعت بكل حرارة منتخب بلادها وزلزلت الملعب بهتافها، حتى جاء الفرج وسجل بابا هدف التعديل من قذيفة بعيدة المدى لا تصدُّ ولاترد، لتختلط دموع الفرح مع صيحات الانتصار، غير أن هذه الفرحة لم تكتمل عندما أوصدت ركلات الترجيح أبوابها من جديد في وجوه أبناء المنامة، وأقصت منتخبهم من بطولتهم الحلم ومن أرضهم التي ملؤوها أملاً، لتنام البحرين هادئة وسط دموع الحسرة التي ارتسمت على محيا كل بحريني، والحال هو الحال لجماهير المنتخب الكويتي التي كانت الصدمة أقل بكثير من البحرينيين، كون الأخير مستضيف البطولة ولم يحقق لقبها. في المقابل، كتب أبناء الإمارات الخطوط العريضة لمنتخب الأحلام الذي حفر نجومه مساءً بماء الذهب، وحققوا العلامة الكاملة وكسبوا جميع اللقاءات في هذه البطولة بجيل شاب ينتظره مستقبل مشرق، وشكّلت الجماهير الإماراتية بعد نهاية المباراة مسيرات في شوارع المنامة، وتغنّت بمنتخبها حتى ساعات الصباح الأولى، فيما احتفل الجمهور العراقي على طريقته الخاصة وسط تجمعات ببعض الشوارع، ورددوا بعض الأغاني الوطنية والرقصات الشعبية، محتفلين بوصول منتخب بلادهم إلى المباراة النهائية، بعد أن تجاوز كل المنتخبات التي واجهته، وكانت الفرحة مضاعفة، كونهم كسبوا المستضيف بركلات الجزاء التي زفَّت الفرح من المنامة حتى بغداد.