هون وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي من المخاوف في شأن أثر تراجع اسعار النفط الخام في إنتاج بلاده، صاحبة أكبر صادرات نفطية في العالم. وتراجعت أسعار النفط في اوروبا منذ حزيران (يونيو) مع انحسار توترات سياسية واستمرار مناطق منتجة منها الولاياتالمتحدة في ضخ كميات كبيرة من الخام في السوق، الأمر الذي أثار احتمال ان تخفض منظمة «أوبك» انتاجها في وقت لاحق من هذا العام. غير ان النعيمي بدا مطمئناً. وسألته «رويترز» في نيويورك ليل أول من أمس ان كان يشعر بقلق من تراجع الأسعار في الآونة الأخيرة فرد بقوله: «لماذا تقلقون على سوق النفط؟» ورفض ان يعقب بأكثر من هذا. وكان تصريحه مشابهاً لتصريحات أدلى بها ل «رويترز» منذ بضعة أسابيع بعدما نزلت الأسعار دون 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو). وواصلت السوق هبوطها الأمر الذي أثار تكهنات عن احتمال تخفيضات لإنتاج «اوبك» في اجتماعها القادم قرب نهاية تشرين الثاني (نوفمبر). وأبلغت السعودية «أوبك» أنها انتجت 9.597 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس). وأشار مسؤولون بارزون في قطاع الطاقة الإماراتي أمس إلى ان الإمارات لا تتعجل خفض «أوبك» هدف إنتاجها هذا العام على رغم الهبوط الحاد الذي شهدته أسعار الخام العالمية في الأشهر القليلة الماضية. والأسبوع الماضي قال الأمين العام للمنظمة عبدالله البدري إنه يتوقع ان تخفض المنظمة سقف الإنتاج عندما تجتمع في أواخر تشرين الثاني. لكن وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي قال أمس: «من السابق لأوانه أخذ قرار. سنجتمع لنتشاور ونتفق على الإجراءات». وأضاف: «ما زال هناك شهران لمتابعة الموقف وفور اجتماعنا سنعمل على ان تلبي إمداداتنا الطلب». وقال وكيل وزارة الطاقة مطر النيادي إنه يعتقد ان أسعار النفط الحالية عادلة. وأضاف ان الإمارات تنتج حالياً أقل قليلاً من ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط وأنها تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل يومياً بحلول 2017. وزادت منذ بداية الشهر الجاري صادرات النفط العراقية من مرافئ الجنوب المطلة على الخليج والبعيدة من القتال الدائر في الشمال مع انحسار الطقس السيئ والتعطيلات اللوجستية لتقترب الإمدادات من المستوى القياسي الذي سجلته في أيار (مايو). وتفيد بيانات الشحن التي ترصدها «رويترز» بأن صادرات مرافئ جنوبالعراق بلغت 2.58 مليون برميل يومياً في المتوسط منذ 1 أيلول (سبتمبر). وقدم مصدران بالصناعة يتابعان الصادرات تقديرات مماثلة. وقالت مصادر في صناعة النفط ان تأثر الصادرات بالطقس السيئ والعوامل اللوجستية كان أقل في أيلول بعد تعطل بعض الشحنات في آب لهذه الأسباب. وقال مصدر في شركة تتاجر بالنفط العراقي: «ثمة تأخيرات لكنها أقل. الحقول بعيدة من القتال وهذا عامل مساعد». وارتفع خام «برنت» قليلاً مع شن الولاياتالمتحدة وحلفاء ضربات على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سورية وتعزز توقعات الطلب بعد تسارع نشاطات المصانع الصينية. وارتفع سعر برنت تسليم تشرين الثاني 28 سنتاً إلى 97.25 دولار للبرميل بعدما تراجع أكثر من دولار أول من أمس. وارتفع الخام الأميركي 31 سنتاً إلى 91.18 دولار للبرميل.