تناول برنامج «تحقيق» التلفزيوني الذي تقدمه القناة المغربية الثانية، ويعده الإعلامي محمد خاتم، موضوع الإنتاجات الرمضانية، وأجمع المشاركون على محدودية عملية الإنتاج البرامجي، كماً وكيفاً، مع تكثيفها في شهر الصيام. وبينما استغرب ممثلون ومخرجون ومنتجون، اقتصار القنوات على تركيز الإنتاج في رمضان دون بقية الشهور، مع هيمنة مواد الترفيه، قلّل المسؤولون عن البرمجة من الهيمنة، لافتين إلى أن الأمر يرتبط أساساً بطلب المشاهد خلال رمضان، مُشدّدين على أن الخريطة البرامجية صممت استناداً إلى دراسات واستطلاعات، أكدت حاجة المشاهد، عقب ساعة الإفطار، إلى برامج لا تتطلب تركيزاً كبيراً، وتحقق له جواً من المتعة والاسترخاء والضحك. وبصدد تكرار الوجوه في مسلسلات هذا الشهر، برّر ممثلون الأمر بقلة النجوم، فضلاً عن تركيز الأعمال في فترة رمضان، ما يجعل التكرار أمراً حتمياً لأن الموسم الرمضاني هو موسم العمل بامتياز، في ظل واقع مزرٍ يعيشه كثرٌ منهم، إذ يعتبرون الحلقة الأضعف في «ماكينة» الإنتاج. وعن رداءة المواضيع المعالجة، شدّد المتدخلون على ضرورة إيلاء كتابة السيناريو العناية الفائقة، مؤكدين أن ضغط الأعمال الرمضانية وضيق الحيز الزمني لإنجازها يؤثران سلباً في العملية الإبداعية ككل، ما يجعل كثراً من المشاركين في الأعمال التلفزيونية يتحولون إلى مساهمين في إعادة الكتابة وإكمالها، بالنظر إلى الضغط الذي تصور فيه الإنتاجات الرمضانية، بل إن الكثير منها تُصور الأجزاء المتبقية منه بموازاة مع بدء عرضها. واتفقت آراء المتدخلين على أن العطب الحقيقي في عملية الإنتاج في المغرب يتجلى في ضعف الموازنة.