تقول الأرملة أم فهد التي لديها خمسة أبناء وبنت فتقول: «على رغم أنني أتسلم مساعدة من الضمان الاجتماعي ومعونة من الجمعية الخيرية بين فترة وأخرى، إلا أنها لا تغطي معظم حاجاتنا، إذ إن توزيعها بين إيجار المنزل والديون المتراكمة يحول دون توفير أبسط المستلزمات». وتضيف: «معاناتي من الورم الذي أصاب إحدى كليتي، واضطراري للعيش بكلية واحدة، يستوجبان مراجعة مستشفيات الرياض المختصة بصفة دورية، في ظل افتقار أبنائي إلى سيارة تمكنني من متابعة مراجعاتي». ولا تخفي أنهم يعيشون معاناة لا يعلم بها إلا الله، «الأمطار تتسرب إلى فرشنا، ومنزلنا لا يحمينا من برد أو حر، كما أننا نفتقر إلى سخانات وكسوة شتاء». في حين لم تجد ليلى عبدالله شيئاً يسد رمق جوع صغارها البالغ عددهم ثمانية سوى شيء من الدقيق تبلله بالماء، عل وعسى يشبع شيئاً من جوعهم، «على رغم حصولي على مكافأة حافز بصفة شهرية، إلا أن عجزي عن تحديث بياناتي أولاً بأول لافتقاري إلى جهاز حاسوب وشبكة إنترنت وجهلي بآليته، يضطرني إلى الحصول على نصفه فقط، إذ أسهم به في تسديد أقساط السيارة المستعملة التي اشتراها زوجي الذي يعمل كداداً، أما بقيته فيذهب نصفه لتسديد إيجار المنزل البالغ 500 ريال شهرياً، والبقية لتوفير حاجات أطفالي». وتستطرد: «لا يتأخر زوجي في العمل ليلاً ونهاراً، إلا أن معاناته من الضغط والسكر وعثورنا عليه مغمى عليه في أحيان كثيرة في السيارة واستنزاف دخله المتواضع في تصليحها، كل ذلك يجعل معاناتنا مستمرة». وفي حالات أخرى، أدى تكرار سجن عائل أسرة (ك.م) بفضل تضاعف الديون على كاهله وعجزه عن الإيفاء بها، وتواضع فرص العمل بعد خروجه من بين قضبانه، وتنقله ين عمل وآخر واستقراره أخيراً عاملاً زراعياً في ظل معاناة أحد أطفاله من ضمور في المخ وآخر من الصمم وثالثة من الأنيميا المنجلية إلى مضاعفة همومه، وتكبده الكثير من الديون، واضطراره إلى متابعة ابنه المعوق مع الطبيب المختص في مدينة الرياض، والتكفل بعمل فحوصات وتحاليل وأشعة ومراجعات بشكل دوري. ويؤكد رب الأسرة المحطم: «بادرت إلى شراء أنابيب لعلاج أذن ابني الأصم وإخضاعه لجراحة في أحد المستشفيات الحكومية من دون جدوى، كما أن لدي ابنة تعاني من الأنيميا المنجلية، ولكنني لم أتمكن من علاجها». وفي ذلك تقول زوجته: «على رغم أني أتسلم إعانة لابني الذي يعاني من ضمور في المخ، وتقوس في العمود الفقري، إلا أن متابعة حاله المستمرة في الرياض وكلفة التنقل وتضاعف حاجات المنزل من إيجار وفواتير كهرباء، وتراكم دين البقالة على كاهلنا، ضاعفت من صعوبة حالنا، وأرغمتنا على تجاهل حالات بقية أبنائي ومتابعتها». من جهة أخرى، لم تتجاوز حاجة معوزين آخرين أكثر من إشعار فلذاتهم بالأمان عن طريق تأمين المأكل والمشرب والملبس لهم بصفة دائمة تكفيهم، وسد ثغرات مياه الأمطار التي تنهمر في قلب منازلهم، وتوفير سخانات وأفران وتسديد دين بقالة.