منحت اسرائيل السلطة الفلسطينية سيطرة تجريبية على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لكنها إشترطت أن تخلي اجهزة الامن الفلسطينية شوارع المدينة في حال قرر الجيش الاسرائيلي القيام بنشاط فيها. وقال مسؤولون فلسطينيون في نابلس ل «الحياة» ان اسرائيل وافقت اخيرا على قيام اجهزة الامن الفلسطينية بالعمل في المدينة على مدار الساعة، بعد ان كان عملها محصورا بين السادسة صباحاً والثانية عشر ليلاً. ودأب الجيش الاسرائيلي على القيام بأنشطة وعمليات امنية في نابلس، منها اعتقال ناشطين في حركة «حماس» اثناء ساعات الليل بعد مغادرة قوات الامن الفلسطينية الى مواقعها. لكن بموجب التفاهمات الجديدة، فإ قوات الامن الفلسطينية ستواصل العمل على مدار الساعة، لكنها ستنسحب الى مواقعها في حال طلب منها الجيش الاسرائيلي ذلك. وقال محافظ نابلس جبريل البكري ل «الحياة» ان الاتفاق مع اسرائيل يشمل ايضا توسيع عمل الشرطة الفلسطينية في بعض المناطق الريفية في المحافظة. واوضح ضباط ارتباط في الجانب الاسرائيلي ان السلطات الاسرائيلية قررت منح السلطة تجربة اعادة سيطرتها على مدينة نابلس، وان صلاحيات السلطة ستتسع في المدينة ومنها الى المدن الأخرى تبعاً لنجاحها في القيام بمهامها الامنية في المدينة. وجاء هذا الاتفاق بعد ان انهت السلطة ملف «المطلوبين» لاسرائيل عبر استيعابهم في اجهزة الامن. وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن السلطة استوعبت في العامين الاخيرين 170 «مطلوبا» لاسرائيل بعد ان وافقت اسرائيل على منحهم عفواً عن العمليات السابقة التي نفذوها في مقابل القاء السلاح. وقال احد «المطلوبين» السابقين ل «الحياة» ان شروط العفو تضمنت ألا يحمل المعفو عنه السلاح حتى اثناء خدمته في اجهزة الامن، والا يستضيف احداً من غير عائلته للمبيت في ببيته. وكانت نابلس معقلا للميليشيات والمجموعات والكتائب المسلحة خلال سنوات الانتفاضة التي استمرت اكثر من سبع سنوات، مثل «كتائب شهداء الاقصى» التابعة لحركة «فتح»، و«كتائب عز الدين القسام» التابعة لحركة «حماس»، و«كتائب ابو علي مصطفى» التابعة ل «الجبهة الشعبية»، و«سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الاسلامي». وأعادت اسرائيل احتلال نابلس وباقي مدن الضفة عام 2002 بعد ثماني سنوات من الانسحاب منها وتسليمها الى اجهزة الامن الفلسطينية. ونصّ اتفاق «اوسلو» الذي انسحبت بموجبه اسرائيل من تلك المدن، على نقل السيطرة الامنية والمدينة فيها الى السلطة الفلسطينية. كما نصّ على عدم جواز قيام الجيش الاسرائيلي بدخول تلك المناطق التي حملت اسم المناطق «أ» سوى في حال مطاردة ساخنة لشخص نفذ هجوما على هدف اسرائيل وهرب الى مناطق السلطة. لكن في حال قام هذا الشخص بدخول مناطق السلطة قبل اكتشافة، يحظر على اسرائيل دخول هذه المناطق من اجل اعتقاله. وجاء سماح اسرائيل لأجهزة الامن الفلسطينية بإعادة السيطرة على نابلس بعد قيام اجهزة الامن الفلسطينية باعتقال او استيعاب كل ناشطي المجموعات المسلحة. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان قيامهم باستيعاب او اعتقال هؤلاء النشطاء جاء ضمن اولوية فلسطينية وليس تنفيذا لطلب اسرائيلي. وقال المحافظ البكري: «نقوم بما يخدم الامن الفلسطيني وليس بما يخدم اسرائيل. كانت لدينا انتفاضة وتوقفت، والآن نحن نوفر الامن والنظام من اجل عودة الحياة الى المدينة والى الاقتصاد». واضاف: «هذا قرار سياسي فلسطيني اتخذ من اجل المصلحة الفلسطينية وليس لمصحلة أي طرف آخر».