قتل أربعة اطفال من عائلة واحدة في وقت متقدم من ليل الأربعاء في بلدة بالقرب من مدينة حمص وسط سورية جراء غارات جوية نفذتها طائرات حربية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني أمس: «تعرضت قرية جباب حمد للقصف بطائرة حربية تابعة للقوات النظامية ليل الثلثاء-الأربعاء ووردت معلومات أولية عن استشهاد عشرة مواطنين تم توثيق أسماء أربعة منهم هم أطفال من عائلة واحدة». وأشار إلى أن أعمار الأربعة تبلغ سبعة أشهر و12 و14 و16 سنة. وتقع جباب حمد إلى الشرق من مدينة حمص قرب بلدة شهدت «هجوماً على «مفرزة للاستخبارات» عند مدخلها. وقال المرصد إن «مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة هاجموا ليل الثلثاء مفرزة للاستخبارات عند مدخل بلدة الفرقلس... ادى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر المفرزة». وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن «انفجارات في محيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا منتصف ليل الثلثاء الأربعاء، تبعها إطلاق نار كثيف». كذلك، تعرضت بلدة حجيرة البلد والسيدة زينب ومدينة المعضمية للقصف عند منتصف الليل، مع استمرار القوات النظامية في محاولتها السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط دمشق. وأفاد مصدر عسكري سوري أن نحو 4500 مقاتل معارض ما زالوا متواجدين في محيط دمشق، منهم 150 من «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة في مدينة داريا (جنوب غرب). وكانت القوات السورية شنت هجمات واسعة خلال الأيام الماضية في ريف العاصمة لطرد المعارضين، كما عززت وجودها الأمني. وفي محافظة إدلب، تعرضت الأحياء الغربية من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية للقصف، وفق المرصد، الذي لم يتحدث عن سقوط ضحايا. وكان المقاتلون المعارضون سيطروا في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على هذه المدينة، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة من دمشق إلى مدينة حلب (شمال). وشهدت تفتناز في ريف إدلب اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي حول مطار تفتناز العسكري. وقتل 83 شخصاً أول من امس جراء أعمال العنف في مناطق عدة، وفق المرصد السوري. إلى ذلك، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية لأول مرة عن مخاوف بشأن مخازن لليورانيوم غير المخضب في سورية يمكن أن يفقد النظام السيطرة عليها وتمثل تهديداً جدياً للمنطقة. وأشارت الصحيفة إلى انه لدى سورية نحو 50 طناً من اليورانيوم، مشيرة إلى أن خبراء نوويين أميركيين وشرق أوسطيين يتخوفون من أن ينهار تأمين هذه المخزونات ويفقد النظام سيطرته عليها. وقالت «فايننشال تايمز» إن مسؤولين لم تكشف هوياتهم، أبدوا تخوفاً من أن تتمكن إيران بفضل علاقاتها القوية مع النظام السوري من الاستيلاء على مخزونات اليورانيوم، ومن ثم يتم استخدامها في البرنامج النووي الإيراني الذي يثير جدلاً واسعاً في المجتمع الدولي. وكشفت الصحيفة البريطانية أن مخاوف المسؤولين الحكوميين الغربيين ظهرت بعد أن تم التقاط ثلاث صور بالأقمار الصناعية تظهر أن النظام السوري أقام منشآت في بلدة مرج السلطان القريبة من العاصمة دمشق ربما تكون على علاقة بمخزونات اليورانيوم. من ناحيتها، قالت «ديلي تلغراف» البريطانية إن النظام السوري لديه أسلحة كيماوية يستطيع استخدامها خلال ساعتين فقط من اتخاذه القرار بذلك. وأبلغ مسؤولون أميركيون البيت الأبيض بأن صوراً تم التقاطها بالأقمار الصناعية في نهاية العام الماضي، تبيَّن منها أن قوات النظام السوري قامت بتحميل أسلحة كيماوية على مركبات خاصة لتكون على أهبة الاستعداد من أجل استخدامها. وقدر هؤلاء المسؤولون بأنه في حال أصدر الأسد أوامره لجيشه باستخدام هذه الأسلحة فإن الجيش النظامي السوري سيكون قد استخدمها في المعارك بعد ساعتين فقط.