أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو اخذت «بعض الافكار» التي وردت في الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الأسد في الأعتبار من دون أن تذكر هذه النقاط في الخطة التي رفضتها المعارضة السورية ودانها الغربيون. وقالت الوزارة في بيان امس، حول المفاوضات الجديدة مع الولاياتالمتحدة والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الجمعة في جنيف، إن المفاوضات الدولية ستستمر حول النزاع السوري «مع اخذ بعض الافكار التي جاءت في خطاب الرئيس بشار الاسد في السادس من كانون الثاني (يناير) في الاعتبار». وأضافت الوزارة أن «الرئيس السوري أكد انه مستعد لاطلاق حوار سوري ولاجراء اصلاحات في اطار احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة اراضيها ومبدأ عدم التدخل». ولم توضح الوزارة ما اثار اهتمامها في خطة الرئيس الاسد. واقترح الرئيس السوري في خطابه حلاً سياسياً يقوم على الدعوة الى مؤتمر وطني باشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة. لكن وفي دلالة على صعوبة ترويج روسيا للافكار التي جاءت في خطاب الأسد كأساس للحل، استنكر الابراهيمي خطاب الرئيس السوري بشكل واضح لا لبس فيه امس، قائلاً إن مقترح الأسد لإنهاء الأزمة لم يكن أفضل مما طرح من «مبادرات سابقة فاشلة». وقال الابراهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «أخشى أن يكون ما طرح لا يعدو أن يكون تكراراً لمبادرات سابقة لم تنجح عملياً... في الواقع هذا أمر لا يختلف وربما يكون طائفياً أكثر وأحادي الجانب». وتابع «الزمن الذي تمنح فيه الاصلاحات من أعلى برحابة صدر قد ولى. الناس يريدون أن تكون لهم كلمة بشأن طريقة حكمهم ويريدون أن يتولوا أمر مستقبلهم بأنفسهم». وفي انتقاد واضح، قال الإبراهيمي إن خطاب الأسد هو «فرصة ضائعة» لحل الأزمة السورية. من ناحيته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان الجولة الثانية من المشاورات الاميركية - الروسية حول سورية بحضور الابراهيمي ستعقد الجمعة في جنيف. وقال لوكالة الانباء الروسية انترفاكس إن «الاجتماع الثلاثي بين بوغدانوف و (مساعد وزيرة الخارجية الاميركية) وليام بيرنز والاخضر الابراهيمي مقرر في 11 كانون الثاني في جنيف». والتقى الديبلوماسيون الثلاثة للمرة الاولى في جنيف منتصف كانون الاول (ديسمبر) عندما سربت تقارير عن مبادرة روسية-اميركية مشتركة لانهاء النزاع المستمر منذ 22 شهراً. غير ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كشف لدى استقباله الابراهيمي أواخر كانون الاول الماضي أن الاسد ابلغ الإبراهيمي في وقت سابق انه لا يعتزم التنحي عن الحكم. وصرح الإبراهيمي فيما بعد ان لديه اطاراً لمبادرة سلام يمكن ان يتبناه الجميع لانهاء سفك الدماء، تقوم على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات برلمانية او رئاسية. وتؤيد روسياوالولاياتالمتحدة جهود الابراهيمي لصياغة حل يستند الى «اعلان جنيف» الذي توصلت اليه قوى دولية في حزيران (يونيو) الماضي يدعو الى تشكيل هيئة حكومة انتقالية لكنهما مختلفتان بشأن تنحي الأسد. وتريد اميركا والدول الغربية والمعارضة السورية ان يتعهد الأسد بالتنحي سواء قبل المحادثات، مشيرين الى انه لا يمكن ان يشارك الأسد او رجال نظامه في تحديد سورية ما بعد النظام الحالي، فيما تقول روسيا ان رحيل الأسد عن السلطة يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً لحل سياسي في سورية حيث قتل أكثر من 60 ألف شخص منذ بدء الصراع.