دعا الموفد الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق الخميس الى تغيير «حقيقي» في سورية وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة الى حين اجراء انتخابات جديدة، ونفى ان يكون حمل اقتراحاً اميركياً - روسياً للحل، متمنياً لو كان مثل هذا المشروع موجوداً، محذراً من ان الوضع في هذا البلد يشكل «خطراً كبيراً على الشعب السوري والجوار والعالم». وفيما نفت موسكو وجود خطة روسية اميركية لحل في سورية جددت فرنسا رفضها ان يكون الرئيس بشار الاسد جزءاً من العملية الانتقالية. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق أمس في ختام زيارة استغرقت خمسة ايام التقى خلالها الرئيس الاسد والمعارضة في الداخل، ان «التغيير المطلوب ليس ترميمياً ولا تجميلياً. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع». ودعا الى تشكيل حكومة «كاملة الصلاحيات»، موضحاً ان «كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون موجودة في هذه الحكومة التي تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية» التي يجب ان تنتهي بانتخابات. وقال الابراهيمي ان الانتخابات «اما ان تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسياً كما هو الحال، او انتخاباً برلمانياً ان تم الاتفاق على تغيير النظام في سورية الى نظام برلماني». وشدد على اهمية الا تتسبب المرحلة الانتقالية «بانهيار الدولة ومؤسسات الدولة». ومن المقرر ان تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الاسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي اجريت انتخاباته في ايار (مايو) الماضي، في 2016. ولم يوضح الابراهيمي ما سيكون مصير الاسد في خطته. وقال انه لم يقدم مشروعاً متكاملاً «في الوقت الحالي»، مؤكداً انه يفضل ان يقدم مشروعاً كهذا في وقت «تكون الاطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلاً». وتابع انه في حال عدم التمكن من ذلك «قد يكون الحل الآخر هو الذهاب الى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع». وفشل مجلس الامن في استصدار اي قرار متعلق بالازمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس الاسد منتصف آذار (مارس) 2011 نظراً الى استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للحؤول دون اي قرار يدين النظام السوري الذي يدعمانه. وحذر الابراهيمي من ان «الوضع في سورية يشكل خطراً كبيراً ليس فقط على الشعب السوري وانما على دول الجوار بل على العالم». وأكد ان «الوقت ليس في صالح احد»، معبراً عن امله في ان «يساعد كل من له امكانية على الخروج من هذه المحنة التي تتخبط فيها سورية والا يبخل بالجهد». ونفى الابراهيمي، كما وزارة الخارجية الروسية، ان يكون حمل مقترحاً اميركياً روسياً للحل، وذلك بعد معلومات نشرتها وسائل اعلام عن حصول مثل هذا الاتفاق خلال اجتماع الابراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في دبلن في السادس من كانون الاول (ديسمبر). وصرح الابراهيمي: «قال البعض في سورية وخارجها انني اتيت لتسويق مشروع اميركي - روسي. يا ليت هناك مشروع اميركي - روسي». وأوضح ان اجتماع دبلن كان بمبادرة منه «لان هاتين الدولتين لهما من التأثير ومن المسؤولية العالمية ما يؤهلهما ان تساعدا في البحث عن الحلول» في سورية. وتحدث عن اجتماعه ايضاً في وقت سابق من هذا الشهر مع نائبي لافروف وكلينتون، ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز، مشيراً الى ان ثمة اجتماعات مقبلة مع الطرفين. وتابع «انا لم آت هنا للتسوية. قدمت (...) للمرة الثالثة (للبحث في) ما يمكن ان يعمل من اجل الخروج من هذه الازمة التي تتخبط فيها سورية» والتي حصدت اكثر من 45 الف قتيل في 21 شهراً. واعتبر ان الحل «يتم من طريق تقارب في وجهات النظر بين السوريين»، وان كانوا غير قادرين على ذلك بمفردهم «يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم مساعدتهم على الخير وليس على الشر». وذكر ان مؤتمر جنيف الذي عقد بنهاية حزيران (يونيو) الماضي «فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن ان ينهي هذه الازمة خلال الاشهر القليلة المقبلة». وتحدث عن امكان ادخال «بعض التعديلات» على عدد من بنوده. ووضعت مجموعة العمل حول سورية (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية) في 30 حزيران مبادئ انتقال سياسي في سورية لا تتضمن اي دعوة لتنحي الرئيس الاسد. ولفت الابراهيمي الى ان «الحقيقة مرة جداً، وهي ان الانقسامات الموجودة بدأت سياسية بمطالبات وحقوق وكرامة وسياسية وحرية ولكن الآن بدأت تأخذ شكلاً لعيناً وهو مواجهات طائفية». وأكد انه «على السوريين والمسؤولين قبل غيرهم والمجتمع المدني (...) الا يدعوا سورية تنزلق في هذا الطريق الخطر جدا الذي يهدد مستقبلها». الا انه اقر بأن «الحل صعب جداً». الى ذلك، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشفيتش الخميس وجود خطة روسية - اميركية لحل النزاع في سورية. وقال: «لم يكن هناك، وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث». وكان الناطق الروسي يرد على سؤال حول وجود اتفاق بين الروس والاميركيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد الى حين انتهاء ولايته في 2014. وأضاف ان السياسة الروسية المتعلقة بسورية لا تزال تستند الى اتفاق جنيف في حزيران (يونيو) في جنيف وينص على اجراء حوار بين الاطراف السورية. الى ذلك، اكدت فرنسا، على لسان ناطق باسم وزارة الخارجية أمس، ان الرئيس السوري بشار الاسد «الذي يتحمل مسؤولية سقوط 45 ألف ضحية في هذا النزاع لا يمكن ان يكون جزءاً من الانتقال السياسي» في سورية.