زيت جوز الهند من الزيوت النباتية التي تستعمل على نطاق واسع في بعض البلدان، خصوصاً في الهند، وفي السنوات الأخيرة بات حضوره ملحوظاً على رفوف المخازن. ويصنف زيت جوز الهند ضمن زمرة الدهون السيئة السمعة لأنه غني بالأحماض الدسمة المشبعة التي تزيد من مستوى الكوليسترول السيء وبالتالي تشجع على حدوث الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. لكن بعض الخبراء يقول إن هذا الكلام ليس صحيحاً لأن الأحماض الدسمة المشبعة التي توجد في زيت جوز الهند، خصوصاً البكر منه، ليست مثل نظيرتها في الزيوت الأخرى، وفي بعض البلدان التي تستهلك كثيراً من زيت جوز الهند يعتبرونه أنه يملك خصائص كثيرة من بينها أنه مضاد لتصلب الشرايين ومضاد للتجلطات، ما يعني أنه ينفع في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية. صحيح أن زيت جوز الهند غني بالأحماض الدهنية المشبعة، غير أن دراسات وجدت أنه لا يضر بصحة القلب، وأنه يخفض مستوى الكوليسترول السيء نظراً إلى غناه بحامض اللوريك ذي السلسلة الكيماوية المتوسطة، ويملك وقعاً طيباً على القلب والأوعية الدموية. والتحريات التي أجريت على مجموعات من الأشخاص في بولينيزيا وسيريلانكا بينت أن زيت جوز الهند يخفض مستوى الكوليسترول في الدم، ولكن عيب هذه الدراسات أنها كانت محدودة ولمدة قصيرة لم تتجاوز 6 أشهر. ولزيت جوز الهند فوائد أخرى: - تهدئة بعض العوارض الهضمية، خصوصاً مظاهر مرض القولون العصبي، ومشاكل عسر الهضم. - تحسين صحة فروة الرأس والشعر. - ترطيب الجلد، والمساعدة على اندمال الجروح وشفاء القروح ومكافحة التهابات الجلد. - يعين في التخلص من دهون البطن. - يفيد في معالجة التهاب اللثة وفي تهدئة الآلام الناتجة من البكتيريا، وفي هذا المجال ينصح جراح الأسنان الإرلندي إيمانويل فيزوز باستخدامه بوضع نقطتين من زيت جوز الهند في نصف كوب من الماء ثم تغمس فرشاة الأسنان في هذا الخليط ويتم تفريشها، وهذه العملية تعتبر بمثابة تدليك ينشط الدور الدموية في اللثة ما يؤدي إلى تقويتها وإلى دعم الأسنان وعظام الفك كما يعمل على تطهير الفم من البكتيريا والميكروبات. وأظهرت دراسة طبية حديثة أن زيت جوز الهند يحارب تسوس الأسنان والمشاكل المتعلقة برائحة الفم فيمكن استخدامه بدلاً من معجون الأسنان وغسول الفم الطبى. ووجد العلماء أنه عندما تمت معالجة زيت جوز الهند في المختبر بواسطة أنزيمات الهضم أصبح قوياً وفعالاً ضد بكتيريا الفم واللثة، لافتين إلى أنه يقوم بإزالة بكتيريا الفم التي تسبب تسوس الأسنان. وقال الباحث الدكتور داميان برادي، من معهد أثلون للتكنولوجيا في إرلندا، أن دمج أنزيم معدل من زيت جوز الهند إلى المنتجات المتخصصة بالعناية بصحة الأسنان سيكون بديلاً رائعاً عن الإضافات الكيماوية، خصوصاً أنه يعمل في تركيزات منخفضة نسبياً. مسك الختام، لا مانع من تواجد زيت جوز الهند في أطباقنا الغذائية، شرط أن تكون كميته محدودة، وأن يكون بكراً ومستخلصاً على البارد.