في تحذير أميركي هو الأول من نوعه ويعكس بدء نفاد صبر واشنطن من الدعم الروسي للنظام السوري، أكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن على كل البنوك الروسية الكبرى الحذر من التعامل مع البنك المركزي السوري والمصرف التجاري السوري والمدرجين على قائمة العقوبات الأميركية، ولمح الى أن هذه التعاملات «تضع المؤسسات الروسية تحت خطر إلحاق الضرر بعلاقتها مع القطاع المالي الدولي». وقال مسؤول في الخزانة الأميركية ل «الحياة» إن «الحكومة الروسية اتخذت خياراتها لأسباب سياسية انما هذه الخيارات تضع المؤسسات المالية الروسية تحت خطر إلحاق الضرر بعلاقتها مع القطاع المالي الدولي». وأوضح أنه مع استمرار تدهور الوضع على الأرض في سورية وازدياد «عزلة نظام بشار الأسد وقوقعته»، فهناك «عدد أقل من المصارف المستعدة لمد الأسد بشريان حياة مالي». واعتبر أن وزارة الخزانة الأميركية تعتقد بأن «مصارف روسية تواصل التعامل مع البنك المركزي السوري والمصرف التجاري السوري والمدرجين على قائمة العقوبات». وأضاف أن «تلك البنوك الروسية الكبرى المندمجة بدرجة كبيرة في النظام المالي العالمي والتي سعت بجد في السنوات الماضية لتأسيس سمعة طيبة في مكافحة التمويل غير القانوني... تواجه حالياً خطراً داهماً على سمعتها لمواصلتها العمل مع القطاع المالي السوري، ولا سيما هاتين المؤسستين». وذكر المسؤول أنه بالاضافة إلى كونهما مدرجتين على القائمة السوداء في الولاياتالمتحدة، فهما تخضعان ايضاً لعقوبات من الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وأستراليا واليابان، وهو ما يوسع دائرة البنوك التي قد تنأى بنفسها عن التعامل مع المؤسسات الروسية التي تتعامل معهما. ولفت المسؤول الى أن البنك المركزي السوري «قال علناً إن هناك خياراً وحيداً هو روسيا، وعمم في أيار (مايو) 2011 على مصارف سورية استخدام حسابات جديدة في أكبر مصارف روسيا للتعويض عن خسارتهم في أماكن أخرى». وأشار الى أن الخيارات «تضيق أمام النظام السوري ليبقي التمويل سارياً لحملة القمع» وأن «استعداد بعض المصارف الروسية لخدمة نظام الأسد كمصرفه المفضل يتناقض مع جهود موسكو للتعاضد مالياً في القطاع المالي الدولي وإقامة علاقات متينة مع المؤسسات المالية الرائدة عالمياً».