لأننا إمّا أننا لا نقرأ وهذا عيب كبير فينا، أو أن السبب الآخر، وهو الأقرب من وجهة نظري، أن بعضنا استغل عدم وجود جهة رقابية، أو مطالبة بالملكية الفكرية، فأصبح ينسب كل فكرة له. كتبت أكثر من مرة، وطرحت أكثر من فكرة عبر مقالاتي، ثم أفاجأ بمن يكتب في جهات أخرى عن نفس الفكرة، وبعضهم يأخذها بالنص، وينسبها لنفسه دونما الإشارة إلى صاحب هذه الفكرة وهذا الرأي، وليت الذين استمرأوا هذه السرقات الفكرية، أن يستفيدوا من قامات إعلامية كبيرة، أمثال الاستاذ فوزي بن عبدالوهاب خياط، والزميل الكبير عادل عصام الدين و «الحائلي» الجميل حمود السلوة، فهؤلاء وغيرهم من الذين دخلوا للإعلام من الأبواب الكبيرة، لم يعيبهم ولم يقلل من مكانتهم حين يكتبون عن فكرة أو رأي أن يشيروا إلى صاحب الفكرة، وهم بذلك يسوقون له ويعملون لفكرته دعاية مجانية، ويؤصلون مبدأ حضارياً. إن ما يحزنني أن هذه القضية المؤلمة والتي تعاقب عليها القوانين في العالم، تتزايد في إعلامنا الرياضي، من دون أن تجد من يضع لها حداً، من داخل الصحف، أو من إدارة المطبوعات في وزارة الثقافة والإعلام، لكن المهم قبل ذلك أن يكون كل منتم للإعلام الرياضي مدرك لأدبيات المهنة وأخلاقياتها، حتى لا يقع في فخ مصادرة حقوق الآخرين وسرقة أفكارهم، إذ يعتبر ذلك تعد على المبادئ والقيم النبيلة. لست وحدي الذي يعاني من هذا الأمر، فكثيرون مثلي يواجهون ذات القضية، وبتنا نقرأ ونسمع ليل نهار، من يكتب ويشرح ويحاضر ويناظر بأفكار ليس له منها شيء، ولو كانت هذه الفكرة تتحدث لقالت له «اخجل»...! ويبدو أن اللاعب أحمد فهد دوخي الدوسري، المعروف اختصاراً بأحمد الدوخي، هو الآن «نجم الإعلام الأول»، وهذه دعاية أخرى، وبالمناسبة نحن أكثر شعوب العالم الذين نمنح دعايات مجانية، خلال يومين فقط قرأت أن أحمد الدوخي التحق بفريق «كي في سي وليبروك ميرهوف البلجيكي»، وعلى رغم طول اسم هذا النادي، إلاّ أن الدوخي على ما يبدو لم يمض فيه غير ساعات عبر الورق، ليتحول بطريقة مذهلة وغير مفهومة إلى فريق النصر. وأنا هنا ألوم لجنة الاحتراف التي أوقعت نفسها في «مطب دولي» بإرسالها لبطاقة اللاعب الدولية إلى الاتحاد البلجيكي، على رغم علمها بالأمور العالقة مع ناديه الأصلي الاتحاد، ومن دون أخذ موافقته على الانتقال...! [email protected]