منذ تصفيات كأس العالم الأخيرة التي غادرها المنتخب السعودي الأول والمدرب فرانك ريكارد يتلقى الانتقادات حول الأسماء التي ينتقيها لقائمة «الأخضر» وربما كان للعدد الكبير الذي ضمه المدرب الهولندي الشهير دور في تلقيه لكمٍّ هائل من الانتقادات، وهو ما حدا بأحد مقدمي البرامج التلفزيونية إلى التعليق على أحد ضيوفه الذي أشاد بلاعب لانضمامه للمنتخب، قائلاً: «لا تقل ذلك فلم يعد هناك لاعب لم ينضم للأخضر». ويبدو جلياً أن ريكارد لا يزال يتلمس طريقه بحثاً عن «الخلطة السرية» التي تضمن له نكهة تميز فريقه من دون أن تحرمه من لاعبي الخبرة المميزين أو تمنعه من منح الفرصة للشبان الذين يراهن عليهم، إذ رد على سؤال حول مدى تعافي المنتخب السعودي من خيبة أمل الغياب عن «المونديال» للمرة الثانية، بقوله: «صراحة لا أعلم، بدأنا العمل بشكل جيد أخيراً لتغيير وجهة النظر تجاهنا، بالاعتماد على اللاعبين الشبان الذين يفتقرون إلى الخبرة كما كانت الحال في التشكيلة التي لعبت أمام أستراليا (في المباراة الأخيرة بالدور الثالث من التصفيات الآسيوية) على سبيل المثال. لذلك نأمل بأن يكون هناك مزج بين الشباب والخبرة». المتتبع لريكارد منذ مباراة إسبانيا الماضية في ال 8 من أيلول (سبتمبر) يلحظ وجود 10 أسماء ثابتة في كل المعسكرات منذ مواجهة «الماتدور» مروراً بالمعسكرات والمباريات التي لحقتها لمواجهة الغابون والكونغو وانتهاءً بمواجهة الأرجنتين الأخيرة، التي قدم فيها المنتخب السعودي أفضل عروضه ونتائجه، أما الأسماء العشرة الثابتة فهي: وليد عبدالله في مركز الحراسة ومنصور الحربي وأسامة هوساوي وسلطان البيشي في خط الدفاع وسعود كريري ومعتز الموسى وأحمد عطيف وتيسير الجاسم وسلمان الفرج في خط الوسط وناصر الشمراني في خط الهجوم. وهناك 3 أسماء هي وليد عبدالله وأحمد عطيف وناصر الشمراني هي الوحيدة التي شاركت ضمن القائمة الأساسية للمباريات ال 4، أما البقية فغابوا عن بعضها أو اشتركوا بدلاء لاحقاً. ولعل دراسة أسماء ريكارد من معسكر إسبانيا فما بعد هو الأنسب، لأنها تعد البداية الحقيقية للمدرب وانطلاقتها نحو بداية تكون التصور الذي يبتغيه، لضيق الوقت الذي واجهه في التصفيات السابقة وسياسة عدم التغيير التي كان من المتوقع أن يتبعها في ظل ظروفه. والملاحظ أن هناك 18 اسماً سبق لريكارد أن اختارهم في المباريات ال 4 الماضية، وأقصاهم عن قائمة دورة الخليج وهم: ياسر المسيليم وحسين شيعان وعقيل بلغيث وعبدالعزيز الدوسري ونواف العابد وربيع سفياني ومحمد عيد وجفين البيشي وخالد الغامدي وشايع شراحيلي وسلطان البرقان وعبدالمجيد الرويلي وعبدالرحيم الجيزاوي وحمد الحمد ومهند عسيري وسلمان المؤشر ومحمد عيد ونايف هزازي. قبل أن يعود ويستبعد 4 لاعبين لاحقاً قبل بدء بطولة الخليج ب48 ساعة وهم مصطفى بصاص وخالد الزيلعي وياسر الشهراني وأحمد عسيري. أما الجدد في قائمة دورة الخليج الذين لم يسبق لريكارد أن ضمهم في المباريات ال 4 الماضية فهم 5 لاعبين، أبرزهم ياسر القحطاني الذي أحدث ضمه جدلاً واسعاً في الساحة الرياضية السعودية، إضافة إلى سالم الدوسري وحسين المقهوي وخالد الزيلعي ويوسف السالم، والأسماء الأخيرة قدمت مستويات رفيعه مع فريقها في الجولات الأخيرة من دوري زين للمحترفين. وعلى صعيد قائمة الفريق الأساسية التي يبدأ فيها ريكارد مبارياته فلم ينجح سوى 3 لاعبين في أن يكونوا ضمن خياراته الأولى، وهم، سلطان البيشي وأسامة هوساوي وناصر الشمراني، ويبدو جلياً أن خط الدفاع هو الأكثر ثباتاً لدى ريكارد، إذ استمر سلطان البيشي وأسامة هوساوي في كل المباريات فيما تم إجراء تغيير بإبعاد كامل الموسى عن متوسط الدفاع واستبداله بأسامة المولد في المباراة الأخيرة أمام الأرجنتين فيما تناوب كل من ياسر الشهراني ومنصور الحربي على مركز الظهير مع أولوية للحربي، مع العلم أن ياسر الشهراني كان يعاني من مشكلة في تأشيرة دخوله لأوروبا حرمته من المشاركة في المعسكر الإعدادي لمواجهة إسبانيا ومع ذلك تم إشراكه في الدقائق الأخيرة للمباراة ليعود أساسياً أمام الغابون ومن ثم قام المدرب بإعادة الحربي إلى مركزه في مواجهتي الكونغو والأرجنتين، وهو ما يعني ميله إلى إشراك الحربي أساسياً وقناعته بعطائه الفني واعتماده على ياسر الشهراني بديلاً، خصوصاً أنه أشركه في مباراة الأرجنتين ذاتها بديلاً عن سلطان البيشي، مستغلاً قدرته على اللعب بكلتا قدميه. ويمنح استبعاد ياسر الشهراني قبل بدء دورة الخليج الأفضلية المطلقة لمنصور الحربي الذي شهد المركز مداورة بينه وبين الشهراني. في مركز المحاور، يعد سعود كريري المحور الدفاعي المفضل لدى مدرب المنتخب السعودي الأول، إذ إنه أشركه أساسياً أمام إسبانيا والغابون والأرجنتيني ولم يُغيبه سوى في مباراة الكونغو. وحظي لاعبو منطقة المناورة بالتغييرات الأوسع لريكارد، إذ لعب في هذا الخط 11 لاعباً وهم: أحمد عطيف وتيسير الجاسم وعبدالعزيز الدوسري وعبدالرحيم الجيزاوي وعبدالمجيد الرويلي ومعتز الموسى وسلمان المؤشر ويحيى الشهري وسلمان الفرج ونواف العابد ومصطفى بصاص وحمد الحمد مع الأخذ في الاعتبار المهام الهجومية التكتيكية المكلف بها بعض اللاعبين. وفي خط الهجوم لم يغب ناصر الشمراني عن قائمة ريكارد ولعب أساسياً في جل المباريات، ومع ذلك فقد قام ريكارد باستبداله في 3 مباريات من أصل أربع، إذ أشرك محمد السهلاوي بدلاً عنه في مباراة إسبانيا ومهند عسيري بدلاً منه أمام الغابون، ويوسف السالم بدلاً منه أمام الكونغو فيما خاض الشمراني مباراة الأرجنتين كاملة. وخطف اللاعب الشاب فهد المولد أنظار ريكارد بعد تألقه في دوري أبطال آسيا فضمه أمام الكونغو وأشركه بديلاً عن عيسى المحياني ثم منحه الفرصة أمام الأرجنتين أساسياً قبل أن يستبدله في المباراة ذاتها بمحمد السهلاوي.