عادت الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء إلى واجهة الأحداث في مصر بعدما تمكنت أجهزة الأمن من ضبط صواريخ متطورة أميركية الصنع كاملة الأجزاء في أحد المخابئ في صحراء شبه الجزيرة، رجحت مصادر أمنية أنها كانت في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية. لكنها أكدت أن جهوداً تبذل للوقوف على ما إذا كان للجماعات الأصولية الراديكالية في سيناء علاقة بالأمر وعلى مصدر هذه الصواريخ. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن «قوات الأمن تمكنت من ضبط 6 صواريخ مضادة للدبابات والطائرات دخل تجويف أرضي في منطقة جبلية جنوب مدينة العريش». وأفادت بأن «الصواريخ عُثر عليها كاملة الأجزاء ومدونة عليها معلومات عن صنعها واستخدامها باللغة الإنكليزية تشير إلى أنها أميركية الصنع». وأشارت إلى أن هذه الصواريخ يبلغ مداها من 500 متر إلى كيلومتر. وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات عن ضبط مثل هذه النوعية من الصورايخ في سيناء، إذ طالما ضبطت الأجهزة الأمنية مخازن أسلحة أو متفجرات من مخلفات الحروب السابقة أو حتى صواريخ حديثة لكن ليست على هذا المستوى من التطور. وفحص خبراء من الحماية المدنية والمفرقعات الصواريخ فوجدوها كاملة الأجزاء وصالحة للاستعمال، وتحفظوا عليها فى مكان آمن لحين اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. ولم يتم توقيف أشخاص لهم علاقة بهذه المضبوطات، وتقوم أجهزة الأمن بتحريات للوصول إلى أشخاص قد تكون لهم علاقة بها لتوقيفهم. ولفتت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات من مصادرها السرية تفيد بأن هذه الصواريخ كانت معدة للتهريب إلى غزة، إلا أنها أشارت إلى أن «التحقيقات تدور أيضاً حول علاقة عناصر فلسطينية بأخرى مصرية جراء تعاون بين الطرفين في مراحل سابقة». وكانت مصر أعلنت هدم مئات من أنفاق التهريب عبر الحدود مع قطاع غزة في أعقاب الهجوم الذي قتل خلاله مسلحون في آب (أغسطس) الماضي 16 جندياً مصرياً في نقطة للجيش قرب الحدود مع إسرائيل. وشهدت سيناء حوادث متكررة لتفجير خط أنابيب الغاز الموصل إلى إسرائيل والأردن إضافة إلى هجمات ضد أهداف من الشرطة والجيش، إلا أن وتيرة العنف هدأت نسبياً بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم وتولي محمد مرسي الرئاسة. من جهة أخرى، قُتل أمس جندي يبلغ من العمر 21 عاماً بعدما قنصه مسلح بطلق ناري في الرأس، لكن لم يتم تحديد مصدر إطلاق النار. وكان الجندي قُنص في مكان خدمته في منطقة نخل في وسط سيناء ونقل إلى مستشفى نخل ومنها إلى مستشفى العريش جثة هامدة. وتولت النيابة التحقيق في الحادث. ويأتي الحادث في وقت هدأت حدة المواجهات بين قوات الجيش والمسلحين في سيناء إلى أدنى مستوياتها منذ هجوم رفح.