أنهت النيابة العامة في اليمن التحقيق مع المواطن إبراهام الدرعي (24 سنة)، من الديانة اليهودية، المتهم بالتجسس لمصلحة جهاز «موساد» الإسرائيلي، وسيحال ملفه إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة ومكافحة الإرهاب في محافظة عدن (جنوب) خلال يومين، ليواجه في حال إدانته بالتجسس لإسرائيل عقوبة الإعدام، وفقاً للقوانين اليمنية النافذة. وكانت محكمة يمنية مماثلة حكمت في آذار (مارس) 2009 بالإعدام على يمني دين بالتخابر مع إسرائيل، وبالتحديد مع رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، كما حكمت على يمنيين إثنين آخرين في القضية نفسها بالسجن 5 و 3 سنوات. وحينها أنكرت إسرائيل أي علاقة لأجهرتها الاستخباراتية بالمتهمين، واعتبر الناطق باسم أولمرت في حينه أن القضية «مختلقة». وأكدت مصادر أمنية يمنية ل «الحياة» أن الدرعي كان يخضع منذ اشهر لمراقبة أجهزة الأمن التي حصلت في أيلول (سبتمبر) الماضي على معلومات مهمة حول نشاطه التجسسي لمصلحة إسرائيل، وقيامه خلال عامين بتجنيد عشرات اليمنيين في محافظات عدة في إطار شبكة تجسس لمصلحة «موساد». وأضافت المصادر أن الدرعي كان يستخدم أربعة أسماء هي عبدالله علي أحمد السياغي وأحمد علي الحيمي وأحمد علي الذراحي وإبراهام الدرعي، وأنه يعمل في مجال الهندسة الإلكترونية ويتقن اللغة الإنكليزية إلى جانب العربية، وأكدت انه أحد أفراد الطائفة اليهودية في اليمن، ويتحدر من منطقة ريدة بمحافظة عمران (شمال صنعاء). وأشارت المصادر إلى أن الدرعي انتقل إلى محافظة تعز (جنوب صنعاء) قبل أسابيع، واعتقل في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حيث تم التحقيق معه قبل نقله إلى مقر النيابة الجزائية المتخصصة في عدن. وقالت المصادر إن الدرعي أقر بتهمة التجسس لإسرائيل، وبأنه سافر خلال الأعوام الأخيرة إلى 14 دولة من بينها دولة خليجية، وإسرائيل وسورية وفرنسا، والتقى عملاء ل «موساد» طلبوا منه معلومات عن اليمن، وأنه سبق أن اعتقل ثلاث مرات لدى جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات)، لكن افرج عنه لعدم توافر الأدلة. وقال للمحققين في تعز بأنه لا يملك بطاقة هوية وأن جواز سفره (اليمني) محتجز لدى الأمن السياسي. كما أكد للمحققين انه تربى لدى أسرة يمنية مسلمة من آل السياغي تبنته وحمل اسمها، غير أنه اضطر إلى تغيير اسمه إلى إبراهام في وقت لاحق بعدما أخبره بعض اليمنيين أن التبني لا يجوز في الإسلام. وأضافت المصادر أن تحقيقات النيابة الجزائية في عدن كشفت الكثير من التناقضات في اعترافات المتهم، فمرة يؤكد ومرة ينكر وثالثة يدلي باعترافات جديدة، ثم يقول إنه دخل المصح النفسي في صنعاء لمدة عام. لكنها أكدت انه سيحاكم طبقاً لاعترافاته بأنه عميل ل «موساد»، خصوصاً انه أدلى باعترافات خطيرة أمام المحققين في تعز بينها أن كثيراً من الأطفال اليمنيين الذين فقدوا قبل أعوام تم تهريبهم إلى دول الجوار عبر منظمات صهيونية ومنها إلى إسرائيل. كما أقر بأن «موساد» يقوم بتعليمهم وتدريبهم كعملاء له، ومن ثم يعيد إرسالهم إلى اليمن، أو إلى أي دولة عربية أو إسلامية بأسماء وجنسيات مختلفة للعمل لمصلحته واختراق المنظمات الإسلامية. ولفتت المصادر إلى أن الدرعي كان هاجر من اليمن إلى إسرائيل وعمره 17 عاماً عن طريق التهريب إلى دولة خليجية حيث تواصل مع القنصلية الأميركية التي استضافته، وبعد أن تحققت من هويته (اليهودية) منحته تصريح مرور إلى إسرائيل عبر الأردن، وبعد وصوله إلى تل أبيب درس التعاليم الدينية والأساسية في إحدى مستوطنات اليهود المهاجرين من اليمن. وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية كشفت في تقرير الأربعاء الماضي أن أجهزة الأمن اليمنية ألقت القبض على أحد اليهود من أصل يمني بتهمة التجسس لصالح «موساد». وأقرت بأن المتهم هاجر إلى إسرائيل قبل فترة لكنه عاد إلى اليمن لزيارة بعض أقربائه. وأوضحت «معاريف» أن الدرعي اعترف أثناء التحقيق معه بأنه يعمل لصالح «موساد» وأنه جند شبكة من الجواسيس اليمنيين تم القبض على أعضائها خلال الأيام الأخيرة.