أكد رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية اللبنانية وليد جنبلاط ان «لا مجال الا للتلاقي والحوار». وقال بعد لقائه البطريرك الماروني بشاره الراعي في بكركي أمس: «عندما زارنا البطريرك الراعي في الشوف الصيف الماضي وعدناه بالعمل على دمل جرح قديم خلفته أحداث الجبل المؤلمة، وأمس وبمبادرة كريمة من أهل بريح المقيمين ازيل التعدي عن أرض المسيحيين في البلدة، وهكذا نفتح صفحة جديدة ونختم كل آثار حرب الجبل او احداثه المؤلمة، وان شاء الله برعاية غبطته ورئيس الجمهورية (ميشال سليمان) سنقيم احتفالاً للمصالحة الرسمية، في وقت قريب وهذا خبر سار». وأعلن جنبلاط انه حمل الى الراعي «بشرى تحقيق المصالحة بين ابناء بريح بإزالة التعديات عن املاك المسيحيين فيها وختم هذا الجرح النازف». واذا كان بحث مع الراعي في موضوع الانتخابات النيابية، قال جنبلاط: «تحدثنا عن مواضيع كثيرة لكن اعتقد ان اهم موضوع ختم جرح بريح». واستضاف الراعي ضيفه الى مائدة الصرح. وكان محور الخلاف في بريح ان دروزاً من ابناء البلدة انشأوا بعد انتهاء حرب الجبل بيتاً على املاك مسيحيين يسمى بيت الضيعة، يستخدم للمناسبات العامة. وكانوا يرفضون تسليمه، في حين كانت المصالحة عالقة على هذه المسألة، الى ان اتخذ قرار بهدم البيت وتسليمه الى اصحابه. لقاء «التقدمي» و «القومي» الى ذلك، عقد لقاء بين وفدي الحزبين «السوري القومي الاجتماعي» ضم رئيسه النائب أسعد حردان والوزير علي قانصو وتوفيق مهنا ووائل حسنية ومعن حمية و«التقدمي الاشتراكي» ضم الوزراء غازي العريضي وعلاء الدين ترو ووائل أبو فاعور أمس في مقر الاول في الروشة، في سياق المبادرة التي اطلقها جنبلاط للخروج من التأزم الذي يمر فيه لبنان. وعلمت «الحياة» من مصادر مقربة من الطرفين ان وفد «التقدمي» قارب الازمة في سورية من زاوية ضرورة تحييد لبنان وعدم اقحامه ميدانياً فيها او المراهنة من قبل هذا الطرف او ذاك. وفي المقابل، قارب وفد «القومي» الأزمة، وفق المصادر ذاتها، من زاوية ان «فريق 14 آذار يراهن على سقوط النظام في سورية واحداث تغيير يمكن ان يوظفه في لبنان للامساك بالوضع تمهيداً لخلق المناخ المؤاتي لانتخاب قائد حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رئيساً للجمهورية باعتبار ان للاخير مشروعاً في هذا الخصوص». ولم يتطرق اللقاء في العمق الى مسألة النازحين السوريين الى لبنان، فيما جدد «التقدمي» موقفه الداعي الى استيعابهم، مؤكداً ان «تعاطي البعض في هذا الملف امر غير مقبول ويتنافى مع القيم الانسانية لا سيما ان وجودهم مؤقت في لبنان وسيعودون فور انتفاء الاسباب التي اضطرتهم للنزوح». ولاحظت المصادر ايضاً ان «القومي» و «التقدمي» لم يدخلا في تفاصيل المشاريع الانتخابية المطروحة، «واتفقا على ان اي قانون جديد يجب ان يحظى بتوافق وطني، وعلى ضرورة مواصلة الحوار اضافة الى ان «القومي» رأى ان انقطاعه يمكن ان يأخذ البلد الى الشارع وان من يقاطعه يتحمل المسؤولية». وآكد العريضي ان لا محرمات في الحوار، وشدد على ضرورة ان يكون الحوار السبيل الوحيد للتلاقي بين اللبنانيين، والتأكيد على مرجعية الدولة، لافتاً الى ان سياسة النأي بالنفس أساس لحماية لبنان. وسيلتقي وفد الاشتراكي بعد غد الاثنين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في بنشعي.